پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص348

الارض مانعة عن ذلك، بل قال: قد رصد ذلك اهل المعرفة، وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربية لمن جد في السير نحو المشرق وبالعكس، وكذا حكي عن ولده فخر المحققين، وكونها فراشا ومهادا ومسطحة لا ينفي كونها كروية باعتبار عظم حجمهابحيث يحصل ذلك فيها وترى مسطحة كما عن الزمخشري التصريح ببعض ذلك في آية الفراش، بل هو المحكي عن المرتضى (رحمه الله) ايضا، ودعوى اختلاف قبور الائمة (عليهم السلام) مع قربها اختلافا لا يتسامح فيه في استقبال البعيد ولو ظنا مع استمرار السيرة القطعية على ايقاع ما يشترط فيه الاستقبال على ذلك ممنوعية اشد المنع على مدعيها، وكان المسألة بحمد الله من الواضحات التي لا تحتاج إلى إقامة الادلة والبينات، ولولا سريان هذه الشبهة إلى جماعة من أهل هذا العصر لكان ما صدر منا من الكلام فضلا عن الزيادة عليه من تضييع العمر في الفضولات، والله اعلم بحقيقة الحال.

وكيف كان فهذا كله في تحقيق الجهة التي أمر اصحاب البعيد باستقبالها، وقد تطلق الجهة في كلامهم على غير ذلك كقول المصنف:

(وجهة الكعبة هي القبلة لا البنية

فلو زالت البنية صلى إلى جهتها كما يصلي من هو أعلى موقفا منها) أو اسفل، ضرورة كون مراده بالجهة هنا الفضاء الذى حوت بعضه البنية، وشغل الارض بعضا آخر منه، وبقي الثالث متصلا إلى عنان السماء، لا الجهة بالمعنى المزبور، ومن هنا لم يعرف خلاف بين العلماء كما اعترف به في المدارك في كون المدار في القبلة على ذلك، وخلاف شاذان في غير ذلك كما ستعرف الحال فيه، مع انه على تقديره لا يعبأ به، إذ الآجر والجصوالتراب مما ينقل ويضمحل، وقد سئل الصادق (عليه السلام) في خبر عبد الله بن سنان (1) (عن رجل صلى فوق ابي قبيس العصر، والكعبة تحته فهل تجزئ ؟ فقال: نعم انها قبلة من موضعها إلى السماء) كقوله (عليه السلام) ايضا (2): (لا بأس)

(1) و (2) الوسائل – الباب 18 – من ابواب القبلة – الحديث 1 – 2 من كتاب الصلا