جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص144
التحديد بالقدم فأكثر ما جاء في الحديث فإنما جاء بالقدمين والاربعة، وهو مساو للتحديد بالذراع والذراعين، وما جاء نادرا بالقدم والقدمين فانما اريد بذلك تخفيف النافلة وتعجيل الفريضة طلبا لفضل اول الوقت فالاول، ولعله (عليه السلام) لم يتعرض للقدم عند تفصيل الجواب لما استشعر من السائل عدم اهتمامه بذلك، وانه انما كان اكثر اهتمامه بتفسير القامة وطلب العلة في تأخير اول الوقت إلى ذلك المقدار، وحينئذ لا يكون في الخبر غبار ولا اجمال ولا شئ مما يرد على تفسير الشيخ له وان رده غير واحد من الاصحاب لذلك، نعم يصير جزئيا مختصا بزمان خاص ومخاطب مخصوص، ولا بأس بذلك.
فإن قيل: اختلاف وقتي النافلة في الطول والقصر بحسب الازمنة والبلاد وتفاوت حد اول وقتي الفريضتين التابع لذلك لازم على اي التقادير، لما هو معلوممن سرعة تزايد الفئ تارة، وبطئه اخرى، فالذراع حيث يكون الباقي من الظل قليلا غيره إذا كان كثيرا، قلنا: نعم ذلك كذلك ولا بأس به، لانه تابع لطول اليوم وقصره كسائر الاوقات في الايام والليالي، كما انه لا يكون هذا الخبر حينئذ منافيا للمختار بوجه من الوجوه، ضرورة كونه حينئذ كأخبار الذراع ونحوه مما هو وارد في تحديد اول الوقت الاول لا آخره كي ينافي المثل والمثلين كما ستعرفه مفصلا.
وكيف كان فابتداء التقدير انما هو من أول الفئ الحادث لا منه ومن الظل الباقي، بل لم يقل احد بذلك، بل عن الخلاف نفي الخلاف في ذلك، نعم ربما ذكره بعضهم احتمالا معترفا بعدم القائل به في قولهم: (يصير ظل كل شئ مثله) وفيه انه يلزم عليه الاضطراب والاختلاف المترتبان على قول الشيخ ايضا كما هو واضح، بل قد يدفع بعض الاختلاف المترتب على كلام الشيخ بأن قصر الظل في بعض الاماكن