جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص98
نقصانه) أو حدوثه بعد عدمه كما في مكة وصنعاء والمدينة في بعض الازمنة، وذلك لان الشمس إذا طلعت وقع لكل شاخص قائم على سطح الارض بحيث يكون عمودا ظل طويل إلى جهة المغرب، ثم لا يزال ينقص كلما ارتفعت الشمس حتى تبلغ وسط السماء فينتهي النقصان مع بقائه ان كان عرض المكان المنصوب فيه المقياس مخالفا لميل الشمس في المقدار، ويعدم الظل اصلا ان كان بقدره، وذلك في كل مكان يكون عرضه مساويا للميل الاعظم للشمس أو انقص، فانه يعدم حينئذ عند ميلها بقدر ذلك العرض بحيث يكون موافقا لها في الجهة: أي مسامتة لرؤوس اهله، ضرورة ان الظلالباقي للشخص عند الزوال يختلف باختلاف البلاد والفصول بحسب قرب الشمس من مسامتة رأس الشخص وبعدها عنه، ولذا كان الباقي من الظل في فصل الشتاء والخريف اطول منه في فصل الربيع والصيف، لان الشمس في الاولين في البروج الجنوبية بخلاف الاخيرين، فإنها في البروج الشمالية، وهي ابعد عن مسامتة الرأس منها، إذ كلما قربت الشمس من مسامتته كان الظل اقصر إلى ان تحصل المسامتة حقيقة، فينعدم الظل حينئذ اصلا، إلا انه لا يكون في العراق ونحوها من النواحي الجنوبية، لنقصان الميل عن عرضها، فلا ينعدم الظل الشمالي فيها اصلا وان اختلف قلة وكثرة باختلاف الامكنة والازمنة بالنسبة إلى قرب المسامتة وعدمها، كما يؤمي إليه خبر عبد الله بن سنان (1) عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم، وفي النصف من تموز على قدم ونصف، وفي النصف من آب على قدمين ونصف، وفي النصف من ايلول على ثلاثة اقدام ونصف، وفي النصف من تشرين الاول على خمسة ونصف، وفي النصف من تشرين الآخر على سبعة ونصف، وفي النصف من كانون الاول على تسعة ونصف، وفي النصف من كانون الآخر على سبعة ونصف،
(1) الوسائل – الباب – 11 – من ابواب المواقيت – الحديث 3 من كتاب الصلاة