جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص5
وإن كان هو جزء، أو يراد بالصلاة المفضلة عليه إحدى الفرائض الخمس، أو غير ذلك.
وكيف كان فالمشهور في كتب الفقه ان الصلاة لغة الدعاء، ولعل منه قول الاعشى: تقول بنتي وقد قيضت مرتحلا
يا رب جنب ابي الاوصاب والوجعا عليك مثل الذي صليت فاغتمضي
نوما فان لجنب المرء مضطجعا بل في روض الجنان انها كذلك من الله عزوجل وغيره ردا على من قال:انها منه بمعنى الرحمة ومن الملائكة الاستغفار، ومن الناس الدعاء، معللا له بأن ارتكاب كونها في ذلك ونحوه مجازا خير من جعلها مشتركة، وبأن ظاهر العطف في قوله تعالى (1): (عليهم صلوات من ربهم ورحمة) يقتضي المغايرة، وفيه ان الخيرية تجدي مع الشك، وهو هنا ممنوع، إذ لو سلم عدم القطع من تصريح البعض به – بل قد يظهر من المحكي عن المحقق الثاني نسبته إلى الجميع أو الاكثر، ومن كثرة استعمال لفظ الصلاة في ذلك على وجه يبعد ان يكون مجازا، خصوصا في مثل قوله: اللهم صل على محمد وآله ونحوه وغير ذلك بوضعها لذلك – فلا اقل من الظن، وهو كاف في الموضوعات، نعم الظاهر ان الثاني من الثالث، إذ الاستغفار نوع من الدعاء، وأما الآية فهي مشتركة الالزام، إذ هو لا ينكر انها منه تعالى بمعنى الرحمة انما يمنع انه حقيقة، ولذا اجاب عن الآية بعد ذلك بانكار اقتضاء العطف المغايرة ناقلا له عن مغني ابن هشام مستشهدا له بهذه الآية وغيرها، وفيه انه لا ريب في ظهور العطف بذلك الا مع القرينة، ولعل الآية منه، لا أن اصل العطف لا ظهور له بذلك، فتأمل.
وربما قيل: إنها لغة المتابعة ايضا، وحسن الثناء من الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله) وفيه ان الثاني مجاز قطعا بناء على انها في الرحمة حقيقة، ولعل من ذكره اراد ابدالالرحمة به، وفى النهاية قيل: إن اصلها في اللغة التعظيم، ولعل منه الصلوات لله في تشهد الناس.
(1) سورة البقرة – الاية 152.