پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج2-ص257

أبو جعفر (عليه السلام): تابع بين الوضوء كما قال الله عزوجل ابدأ بالوجه ثم باليدين ” إلى آخره.

والحسن الآخر كذلك عن الصادق (عليه السلام) (1) في حديث قال: ” اتبع وضوءك بعضه بعضا ” والتعليل المتقدم في موثقة أبي بصير (2) بان ” الوضوء لا يبعض ” وكون الامر بالغسل والمسح للفور، واقتضاء الفاء في قوله تعالى (3) (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) التعقيب بلا مهلة، والامر باعادة غسل الوجه عند مخالفة الترتيب في خبري زرارة وأبي بصير (4) المتقدمين في بحث الترتيب، إذ لولا وجوب المتابعة لما حكم بوجوب إعادة غسل الوجه، وإجماع الخلاف.

وفي (الاول) بعد تسليم أن ما شك في شرطيته شرط انه لا شك في خصوص المقام لاطلاق الكتاب والسنة، مع قلة القائل صريحا بالشرطية، بل قد عرفت أن المحقق الثاني أنكره، والمقداد ادعى الاتفاق على عدم البطلان، كما أن (الثاني) بعد تسليم حجيته لا دلالة فيه على إيجاب المتابعة، إذ لعل الاتصال الواقع في فعله كان لاجل إرادة بيان تمام الوضوء في تلك الساعة للمخاطب، ولذا لم يحك عنه الراوي أنه والى في وضوئه وإلا لوجب أن يضبط مقدار الزمان الذي وقع فيه، بل و (الثالث) لظهور أن المراد بالمتابعة فيه الترتيب، كما يشعر به قوله (ع): (كما) إلى آخره، بل ربما قيل انه صريح فيه.

مع أنه يكفي فيه الاحتمال، بل قد يقال بقرينة الاخبار الاخر المنجبرة بفتوى المشهور يراد المتابعة فيه الفعل قبل حصول الجفاف، كما يظهر من تفسيرها بذلك في بعض كلمات الاصحاب، وبما ذكرنا تعرف المناقشة في (الرابع) على أن ظهور مثل هذا الامر في الشرطية ما لم ينجبر بفتوى الاصحاب محل نظر، وكيف والاصحاب على خلافه، لما عرفت من قلة القائل بها صريحا، وكذا (الخامس) إذ الظاهر أن المراد بالتبعيض الجفاف، وإلا لو أريد به مطلق التفريق لما قيد (حتى بيس وضوؤك) الظاهر في أنه إن لم

(1) و (2) الوسائل – الباب – 33 – من أبواب الوضوء – حديث 1 – 2(3) سورة المائدة – الآية 8 (4) الوسائل – الباب – 35 – من أبواب الوضوء – حديث 1 و 8