احکام القرآن للجصاص-ج2-ص68
وجهر ليلا ) الرسالة يصلي الشفع والوتر جهرا وكذلك يستحب في نوافل الليل الإجهار وفي نوافل النهار الإسراء وإن جهر في النهار في نفله فذلك واسع
ابن عرفة سمع أشهب لا بأس برفع صوته بقراءة صلاته في بيته وحده ولعله أنشط له وكانوا بالمدينة يفعلونه حتى صار المسافرون يتواعدون لقيام القراء وسمع ابن القاسم أن ذلك مستحب
ابن رشد هذا لمن حسنت حالته ليقتدي به فيحصل له أجراء الاقتداء به
وسمع أشهب كان عمر بن عبد العزيز يخرج في الليل آخره وكان حسن الصوت يصلي
ليس لنا إنما هو للناس فسمع ذلك عمر فأخذ نعله وتنحى
ابن رشد أمر سعيد بطرد القاريء عنه يريد من جواره لا من المسجد جملة ومن حق من أودي أن ينهى من آذاه ولو رفع رجل في داره صوته بالقراءة لما وجب لجاره منعه ولما نقل ابن العربي في مسالكه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر أخفض قليلا نقل حكاية ابن المسيب مع عمر ثم قال والجهر أفضل لمن كانت له نية في الجهر وخير الناس من انتفع الناس به وانتفع هو بكلام الله
وفي ذلك أيضا أنه يسمع أذنيه ويوقظ قلبه لتدبير الكلام وتفهيم المعاني ولا يكون ذلك إلا في الجهر
ومن ذلك أن يرجو يقظه نائم فيذكر الله فيكون هو له معاونا على البر والتقوى فيكون في العمل الواحد عشر نيات فيعطى عشرة أجور
وقال في العارضة لا شك أن العلانية بالقراءة وغيرها أفضل إذا خلصت من الرياء وقد كشف الله القناع بالبيان عن ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال الله من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه ابن عرفة ورفع صوت بالدعاء والذكر بالمسجد آخر الليل مع حسن النية قربة وفي جوازه بعسعسة الليل بعد مضي نصفه
ومنعه نقلا
ابن سهل الجواز لابن عتاب والمسيلي والمنع لابن دحون وابن حزم
وقد كان من جواب ابن عتاب أو قال الاحتساب في ذلك غير سائغ إذ ذاك ذكر الله تنشرح له الصدور أهل الإيمان وتطمئن به قلوبهم ومتى عهد من ابتهل في الدعاء والاستغفار أن يوقف موقف الإنكار والإقرار
أما سمع المحتسب قول الله سبحانه( ولا تطرد الذين يدعون ربهم( الآية
ثم استدل بقول مالك كان السلف يتواعدون الإسفار لقيام القراء
وقال المسيلي كل ما صنعه هذا المؤذن حسن مأمور به مرغب فيه قديم من فعل الصالحين
كان عروة يقوم بالليل يصيح في الطرق يحض ويخوف ويتلوأ( أو أمن أهل القرى( إلى( يلعبون( قال عياض عن ابن عتاب هو وشيخ المفتيين حافظا نظارا تفقه به الأندلسيون من جلة الفقهاء على سنن أهل الفضل جزل الرأي حصيب العقل على منهج السلف المتقدم
وفي الترمذي وصححه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وهب ثلث الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله
الحديث
( وتأكد بوتر ) خير الأبياني ويحيى بن عمر في الجهر في الشفع وألزماه في الوتر فإذا أسره سهوا سجد قبل
وجهلا بطل واستبعد عبد الحق البطلان
ابن يونس قيل لا شيء عليه إن أسر في الوتر كما لا شيء عليه إذا قرأ بأم القرآن وحدها
الباجي يجهر به الإمام وأما الأفذاذ في المسجد فيسرونه
ابن علاق في هذا نظر لأنه يقضي فرضه جهرا ومن الاستذكار ما نصه في الذي يقضي فرضه وإلى جنبه من يعمل مثل عمله أنه لا يجب أن يفرط في الجهر لئلا يخلط عليه كما لا يجب ذلك لمتنفل إلى جنبه متنفل مثله وإذا كان هكذا فحرام على الناس أن يتحدثوا في المسجد بما يشغل المصلي عن صلاته ويخلط عليه قراءته
ابن رشد لا يبوز لمصل بالمسجد وإلى جنبه مصل رفع صوته بالقراءة ومن قضى ركعة جهرا لا يجوز له أن يفرط في جهره لقرب مصل مثله ( وتحية مسجد ) عياض تحية مسجد فضيلة
قال مالك وليست بواجبة
أبو عمر على هذا جماعة فقهاء وكان القاسم يدخل المسجد فيجلس ولا يصلي وقد فعل ذلك ابن عمر وسالم ابنه
قال ورحل الغازي ابن قيس إلى المدينة ليسمع من مالك فدخل ابن أبي ذئب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يركع فقال له الغازي ابن قيس قم فاركع فإن جلوسك دون ركوع جهل بالسنة ونحو هذا من جفاء