پایگاه تخصصی فقه هنر

احکام القرآن للجصاص-ج2-ص63

رشيد ثقة من أهل العلم والفقه روى عن ابن القاسم وابن وهب

قال عياض وكان حمديس ينكر على هؤلاء الذين يجتمعون للتغبير قال وكان ميسرة صالحا ناسكا وكان يسمع التغبير وربما حرك منه فيبكي ويقيم أياما لا ينتفع به

قال عياض عن ابن مغتب إنه ثقة نبيل عالم بالحديث صحيح اليقين بالله وكان فيه رقة حضر مجلس السبت فقرأ القراء وغبروا وأخذوا في تعبير دع الدنيا لمن جهل الصوابا فقد خسر المحب لها وخابا فيظل نهاره يبكي ببث ويطوي الليل بالأحزان ذابا فلما وصلوا تحرك وبكى ثم قرأ قاريء( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون( الآيات الثلاث

فصاح صيحة مديدة ثم سقط على وجهه وحمل إلى داره ومات بعد العشاء الآخرة

قال عياض وكان ابن اللباد يحضر مجلس السبت ويقول هو يغينا بني عبيد

قال وكان ابن اللباد كثير الاتباع للسنن أجل شيوخ وقته مفتيا مجاب الدعوة عليه عول الشيخ ابن أبي زيد نظر إلى رجليه بعد أن أفلج وقد انتفضتا فبكى ثم قال اللهم ثبتهما على الصراط فأنت العالم بهما والشاهد عليهما إنهما ما مشيا لك في معصية

وقال عياض وكان ابن التبان الفقيه الإمام من العلماء الراسخين والفقهاء المبرزين ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار لعلمه بالذب عن مذهب مالك كان يجاب الدعوة

قال عنه القابسي بعد موته رحمك الله لقد كنت تغار على المذهب وتذب عن الشريعة

قال وكان يسمع التغبير ويرق لهذه المعاني وجد عند مغبر فقيل له أليس التغبير بدعة قال والاجتماع أيضا على المسائل بدعة فبلغ السبائي كلامه يشق عليه

وبالجملة لم يزل السلف تختلف أجوبتهم في هذا المنزع الذي لا شك أن الله سبحانه ما أمر به وميقن لا يعز مرتكبه ورحم الله سيدي ابن سراج رحمه الله القائل بدعة الضلالة أن تحكم على النازلة بغير ما حكم به الشرع فيوشك أن يكون كلا الفريقين مبتدعا بهذه النسبة أعني القائل ليلة الزمر خبر من ليلة بالفقراء

ومثل قول ابن البناء إذا جعلوا للطريق ركنا وقد ضمنت رسالة ببنت فيها حكم الزوايا والذين ينتابونها من العامة والطلبة يجب على من به رغبة في مدرك حكم الشرع في هذه المسألة أن يطالعها ( كجماعة ) من ابن يونس كره مالك اجتماع القراء يقرؤن في سورة واحدة وقال لم يكن من عمل الناس

ورآها بدعة

قال محيي الدين النووي في قوله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله الحديث

فيه جواز قراءة القرآن بالإدارة وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وكرهه مالك وتأول ذلك بعض أصحابنا

ابن رشد إنما كرهه مالك لأنه أمر مبتدع ولأنهم يبتغون به الألحان على نحو ما يفعل في الغناء فوجه المكروه في ذلك بين

المازري وظاهر الحديث يبيح الاجتماع لقراءة القرآن في المساجد وإن كان مالك قد قال بالكراهة لنحو ما اقتضى هذا الظاهر جوازه

وقال يقامون ولعله صادف العلم لم يستمر عليه كره إحداثه وكان كثيرا ما يترك بعض الظواهر بالعمل

وقال عز الدين بن عبد السلام في قواعده من العجب العجيب أن يقف مقلد على ضعف مأخذ إمامه وهو مع ذلك يقلده كأن إمامه نبي أرسل إليه وهذا نأي عن الحق وبعد عن الصواب لا يرضى به أحد من أولي الألباب بل تجد أحدهم يناضل عن مقلده ويتحيل لدفع ظواهر الكتاب والسنة ويتأولها وقد رأيناهم يجتمعون في المجالس فإذا ذكر لأحدهم خلاف ما وطت عليه نفسه تعجب منه غاية التعجب لما ألفه من تقليد إمامه حتى ظن أن الحق منحصر في مذهب إمامه ولو تدبر لكان تعجبه من مذهب غيره

فالبحث مع هؤلاء ضائع مفض إلى التقاطع والتدابر من غير فائدة يجديها فالأولى ترك البحث مع هؤلاء الذي إذا عجز أحدهم عن تمشية مذهب إمامه قال لعل إمامي وقف على دليل لم أقف عليه ولا يعلم المسكين أن هذا مقابل بمثله ويفصل لخصمه ما ذكره من الدليل الواضح

فسبحان الله ما أكثر من أعمى التقليد بصره حتى حمله على مثل ما ذكرته وفقنا الله لاتباع الحق أينما كان وعلى لسان من ظهر

انتهى نصه

( وجلوس لها لا لتعليم ) تقدم نص المدونة كره مالك أن يجلس إليه لا يريد تعليما ( وأقيم القاريء في المسجد يوم الخميس أو غيره ) من المدونة قال مالك يقام الذي يقعد في المسجد يوم الخميس أو غيره لقراءة القرآن

وفي العتبية والقراءة في المساجد محدثة ولن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها والقرآن حسن