انوار الفقاهة-ج13-ص21
الواحد والعشرون: نية الضمائم الراجحة للعبادة تزيدها رجحاناً وأما نية غير الراجحة فإن كانت محرمة أفسدت العبادة لمكان النهي وإن كانت مباحة فإن كانت هي الباعثة والقربة ضميمة تابعة فسدت على الأظهر لمنافاتها للإخلاص وكذا لو كان المجموع سبباً لاكل واحد بانفراده وإن تساويا في الباعثية بحيث كان كل منهما باعثاً مستقلاً قوي القول بالصحة والأحوط البناء على البطلان وإن كان الأصل في الباعثية هو القربة والمباح تابع ملحوظ بالعرض فلا بأس لعدم منافاته الإخلاص وجريان السيرة على فعله كنية التبرد في الماء والتسخن به والتنظيف والجهر بالصلاة للإيقاض والتطويل في الركوع والسجود لإنتظار المأموم وما كان منصوصاً عليه (كصلاة الحاجة والاستسقاء) ونحوهما فلأحوط أن ينوي بها التقرب بالموصل دون الفعل للتوصل والأحوط ترك الضمائم في غير المنصوص مطلقاً والأحوط أيضاً في الضميمة الراجحة جعلها تابعة لا مقصودة بالأصالة فلو نوى في قيامه إكرام المؤمن والصلاة تبعاً كان خلاف الاحتياط.
الثاني والعشرون: الرياء المتأخر عن العمل ليس مفسداً له لاستصحاب صحته فإفساده يحتاج إلى الدليل والمنهي عنه كتاباً وسنة هو المقارن فلا دليل على إبطال المتأخر وحب معرفة الناس بعمله وجب ظهور تقواه وتقدسه لا ينافي العمل والقربة ولا بأس به وفي الأخبار وما يدل على نفي البأس عنه والعجب المقارن الحقه بعض الأصحاب بالرياء كما هو ظاهر الأصحاب وضعف الأخبار عن إثبات الفساد في التحريم وتشعر به بعض الأخبار أيضاً والأحوط تجنبه وإن قوي القول بعدم إفساده.
الثالث والعشرون: قد تقدم اشتراط الاستدامة الحكمية في النية والظاهر أنه لا خلاف بينهم فيها ولكن الشأن في معناها والأظهر أنها على المختار عبارة عن إبقاء الداعي والقصد إلى الفعل على نحو ما وقع فلا ينقضه بالعدول عنه إلى غيره إلا فيما دل الدليل عليه ولا ينقضه بالرياء بل وكل ما ينافي الإخلاص ولا ينوي قطعه فيقطع العمل منه مقارناً لنية القطع ولا ينوي القاطع فيقع منه العمل مصاحباً لتلك النية ولا يتردد في الأثناء في فعله وعدمه فيقع منه العمل مقارناً للتردد ولا ينسى العمل نسياناً لم يبق له أثر في خزانة الخيال أصلاً ورأساً فيقع منه العمل بلا نية لكن على اشكال في المتردد وعلى القول بأن النية هي الإخطار الفعلي يحتمل إرادة ما ذكرناه في تلك الوجوه ويحتمل إرادة لزوم عدم الذهول والغفلة عن الفعل وإن ذهب الإخطار الأولى وفيه أنه يلزم العسر والحرج والتزام فساد أكثر عبادات العالم ولا قائل به ويحتمل إرادة بقاء التذكر الإجمالي للفعل وإن ذهب التذكر التفصيلي وهو في الضعف كسابقه ويحتمل إرادة تجديد العزم وكلما ذكر بحسب الإمكان وهو أيضاً خلاف ظاهر الأصحاب ويحتمل إرادة الاستمرار على استناد صدور الفعل إلى النية الابتدائية بحيث تكون مؤثرة في جميع العمل الصادر إن كانت العلة الموجدة هي العلة المبقية أو مؤثرة في إيجاد العمل ابتداء من غير نقض لها وباقي العمل يستغني عن المؤثر بناء على استغناء الباقي عن المؤثر وهذا الاحتمال جيد ولكنه يؤول إلى ما قدمناه من المعاني.