انوار الفقاهة-ج12-ص16
العاشـرة: أن يكون الكرّ بنفسه غير متساوي السطوح وهذه مبنية على أن تساوي السطوح شرط في اعتصام الكر أو ليس بشرط وسيجيء إن شاء الله تعالى بيانه فأن بينا على أن تساوي السطوح شرط تنجس الكر الغير المستوى السطوح وإلا فلا ولا نريد الغير المتساوي هو كل منحدر من الماء لاجتماع صفة الانحدار مع تساوي السطوح عرفا بل مع كونه أعلى ولو كان كل منحدر من الماء غير متساوي السطوح للزم تنجيس الأنهار الكبار والقنوات بملاقاة شيء من النجاسة في صدرها لعدم اعتصامها بالمنحدر عنها فكُلّما ينحدر يكون نجسا حينئذ مادامت النجاسة باقية في صدرها بل وعند زوالها هذا في غير الجاري وفي الجاري أيضا على ما ذهب إليه العلامة (() لعدم خروج كر دفعة يُطهّر ما بعده غالبا بل كلّما يخرج بنجسّ بما بعده وهكذا.
حادي عشرهـا: يطهر الجاري بزوال التغير عنه لكفاية الاتصال على الأظهر لعموم أدلة طهورية الماء وخصوص قوله ((): (ماء النهر يطهر بعضه بعضاً) ولأنّ الاتصال هاهنا بمعنى الامتزاج لأن كل جزء من النجس يلاقي الطاهر أما أن نحكم بطهارته وهكذا فيثبت المطلوب أو يبقى نجسا ولا معنى له لامتزاجه بآخر جزء من الطاهر والمفروض أن الامتزاج مطهر أو ينجس الطاهر وهو لا نقول به لأن ما له مادة لا ينجس واشترط بعضهم الامتزاج أما الاشتراط في التطهير مطلقاً أو لاشتراطه هاهنا من جهة انخفاض المادة لأن الاتصال كافٍ مع علو المادة أو مساواتها وهو ضعيف لمساواة ما على من المادة له ولصدق الماء الواحد عرفا عليه ولأن الاتصال كاف مطلقا بعد صيرورة المائين ماء واحد عرفا وعلى ما ذهب إليه العلامة (() من اشتراط الكرية لا بد في تطهير الجاري عند زوال تغيرّه من بقاء كُر طاهر غير متغير ابتداء يمازج ما تنجس أومن إلقاء كُر من خارج عليه فيمتزج معه وبدون ذلك لا يطهر لأن كلما خرج من المادة تدريجاً دون الكر يتنجس بالماء النجس وهكذا فيبقى على النجاسة بدون احد الأمرين المتقدمين وكما لا يشترط الامتزاج لا يشترط التدافع من المادة عليه واغلبيته له لعموم الأدلة ولو اتصل ماء واقف بماء جارٍ اعتصم به وإن كان نجسا بالغير متغير طهرّهُ ولا حاجة إلى الامتزاج إن كان الاتصال على سبيل تساوي السطوح أو اِنحدار الواقف وإن كان الواقف أعلى فإن عُدّ ماء واحد عرفا فكذلك وإلا فالأظهر عدم اعتصامه به وعدم تطهيره به لعموم أدلة نجاسة الماء القليل في الأول ولاستصحاب النجاسة في الثاني كما أن العالي لا ينجس بالسافل ولا ينفعل به للأصل والاستصحاب.
بحــث