انوار الفقاهة-ج12-ص13
خامسهــا:لو وقع في الماء نجس لا وصف له ولم يستهلك الماء ولا غيرّه من الإطلاق إلى الإضافة لم ينجّس الماء ولو كان بحيث لو قدر له وصفا لغيره للإجماع المنقول وللأصل السالم عن معارضة أخبار التغير لظهورها في التغير الحسي والأقوى إلحاق مسلوب الوصف بعده إن وجده مما لا وصف له لما قد مناه من الأصل واختصاص أخبار التغير بالتغير الحسّي وللشكّ في قاهرية النجس للماء ما دام خالٍ عن الوصف لقوة احتمال أن مقهورية الماء إنما تدور مدار واجد لصفة دون فاقدها فلا يلزم من مقهورية الماء بالنجس عند اتصافه بوصف فعلا يخالف الماء مقهوريته عند خلوه من ذلك الوصف إذا كان بحيث لو اتصف به لقهره على أنا لا نسلم الملازمة بين مقهورية الماء وتنجيسه لدوران التنجيس مدار الوصف دون المقهورية وما يظهر من بعض الأخبار من اعتبار المقهورية منزل على المقهورية الخاصة والغلبة الخاصة ودعوى أن المقهورية والغلبة واقعيان والوصف دليل عليها فلو قطع بحصول الوصف عند تقديره لحصلتا معاً وهما المقتضيان للتنجيس غير مسموعة بعدما قدمنا من منع الصُغرى والكبرى.
سادسهـــا:على القول بالتقدير في مسلوب الصفة فهل يقدّر الوصف الذي عليه كان سابقا أو يقدر الوصف الأشد للاحتياط أو الأضعف للأصل أو الوسط لأغلبيته ولانصراف التقدير إليه وجوه أوجهها الأخير وكذا الكلام في فاقدها ابتداء وهل يحتاج إلى تقدير وصف الماء خفة وصفاء وطعما وأضدادهما مما يختلف باختلافه تأثير وصف النّجاسة أم لا يحتاج؟ وجهان أقواهما عدم الاحتياج على ذلك التقدير.
سابعهــــــا: لو تغير الماء يوصف المتنجس اللاّحق له لذاته أو لطرو مُغيرّ ظاهر له لم ينجس الماء للأصل السالم عن معارضة ما يصلح أن يكون شاملا لهذا التغير لظهور أدلة التغير في المتغير بالنجاسة وكذا لو استند التغيرّ إليهما بحيث كان كل منهما جزء تسبب في التغير، نعم لو كان بحيث لو انفرد كان مُغيرّاً أو كان الماء على صفة عين النجاسة كما وقع فيه دم وكان أحمرا بصفته الأصلية كبعض المياه الكبريتية أو عارضية كالمخلوط بدبس أو خل أحمر وكان لو لا صفته لتغيرّ بالنجاسة فإنه يحكم عليه بالتنجيس لحصول التأثير بالنجاسة حساً وإن منع من ظهورها مانع.