پایگاه تخصصی فقه هنر

انوار الفقاهة-ج7-ص10

سابعها العدالة قبول ثبوتها مفتقرة إلى خلفه وصحبة تعرف بها ثبوت الملكة ولا يكفي في ثبوت العدالة مجرد التوبة من الشاهد ولو كان فاسقا أو مجهول الحال والا لقلت فائدة الجرح والتعديل ولا كتفى الحاكم بمجرد التوبة واما بعد ثبوتها فالأظهر الاكتفاء فيها بمجرد التوبة وعلى ذلك تحمل الأخبار الدالة على أن التائب تقبل شهادته وهل يشترط مع التوبة إصلاح العمل الأقرب لزوم ذلك في الجملة بحيث يعرف منه صدق التوبة ولا ينافي ذلك أطلاق اخبار قبول الشهادة مع التوبة لأن المراد بها التوبة الصادقة و أيضاً بعد ثبوت العدالة لو صدر فعل شك في كونه ذنبا أم حكم بعدمه ولو صدر ذنب شك في كونه كبيرة أو صغيرة حكم بكونه صغيرة صغيرة لاصالة بقاء العدالة لاصالة عدم الكبيرة لبطلان اجراء اصل العدم في احد الفردين دون الاخر مع احتمال ذلك لتربت احكام على الكبيرة كلها منفية بالاصل وكذا لو شك في أن الطاري بعد ثبوت العدالة هل هو صغيرة أو كبيرة لعدم معلومية حكمه في نظر الشرع فالاظهر أيضاً انه يحكم باستصحاب العدالة ويكون كالشك في قدح العارض اما لو قع الشك ابتداء في تحقق العدالة وصدق العدل للشك في اختلالها بذنب مشكوك في كونه صغيرة أو كبيرة فالاظهر انه لا يحكم بالعدالة ألا باجتنابه لأن العدالة كالمجمل بالنظر إلى دخول اجتناب الكبائر في مفهومها فلو شك في وصف الذنب يشك في تحققه الماهية لأن الشك في الجزء الذي تقوم به الماهية ألا أن يقال بمعلومية الكبائر في مفهومها فلو شك في وصف الذنب يشك في تحقق الماهية بان الشك في الجزء الذي تتقوم به الماهية ألا أن يقال بمعلومية الكبائر شرعا أو يقال بتركيبها من المعلوم واصالة عدم المجهول ودونهما خرط القتاد فاذا تحقق ذلك ظهر أن ما جاء في الاخبار من بيان أن كذا ذنب وكذا ذنب في دون تعريف بانه صغيرة أو كبيرة يحكم بكونه كبيرة ويوجب الاستغفار ولا يحكم بكونه يقع مكفرا باجتناب الكبائر من دون استغفار ألا أن يعرف من لسان الشرع أو المتشرعة أو السيرة القاطعة انه مما يعامل معاملة الصغائر دون الكبائر وقد ذكر في الاخبار جملة من الذنوب ينبغي التامل فيها والاحتياط يقتضي بعدم الحكم بعدالة فاعل اكثرها كما أن الاحتياط يقضي تجنب كلها وان كان فيها ما لا يقطع بحرمته بل ربما يدعى أن السيرة على اباحته بل السيرة على عدالة فاعل كثير منها ولكن يريدها انشأ ندبا وكمالا للنفس وتهذيبا للاخلاق والذي ذكر فيها امور منها بغض المؤمن والظاهر انه لو كان لعلة دنيوية فلو بغضه لايمانه خرج عن سمت الايمان ولو بغضه لمعصية كان طاعة كما لو وجب الفاسق لايمانه وبغضه لعصيانه والبغض عرفية معروف والظاهر انه كراهة الشخص والاشتغال منه بحيث يتألم من وصول الخبر اليه ويطرح بوصول الشر اليه واما الاشتغال من شخص لوراة خلقه وعدم حسن طبعه أو لانه يقرب عند ارادة البعد ويريد الجلوس عند ارادة القيام ويطيل الجلوس لصاحبه عند ارادة الانفراد فليس من البغض ولكن الخلق الكريم معه والحال هذا اجمل ومثل البغض العداوة وما ورد من ذم هجر المؤمن وقطيعته ومن انه لا يفترق رجلان على الهجران ألا استوجب احدهما البراءة واللعنة وربما استوجب كلاهما وايما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان ألا كانا خارجين عن الاسلام ومن ذم ضرب الحجاب بينه وبينه كما ورد انما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين فاستاذن عليه أو طالب حاجة إلى مسلما زايرا وفي اخرى الف عام سور غلظ كل سور مسيرة الف عام ما بين السور إلى السور مسيرة الف عام وفي اخرى ايما مسلم اتى مسلما زائرا أو طالب حاجة فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج اليه لم يزل من لعنة الله حتى يلتقيا كله محمول على هجران القطيعة وعدم الاعتناء بشانه واستغفاره واحتقاره أو هجران البغي والعداوة ومنها أن من استعان باخيه بحاجة فلم يعنه وهو يقدر ابتلاه الله بان يقضى حوائج اعدائنا فيعذبه الله تعالى عليها ومنها من قصده مؤمن فلم يجره وهو قادر فقد قطع ولاية الله تعالى ومنها من منع مؤمنا ما عنده أو عند غيره اقامه اله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه ومنها من منع مؤمنا داره لا يسكن جناتي ومنها من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها اخافه الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله ومن روع مؤمن من سلطان ليصيبه منه مكروه فلم يصبه فهو في النار وان اصابه فهو مع فرعون والـ( فرعون ) ومن اعان على مؤمن بنظر لقى الله مكتوب بين عينيه ايس من رحمتي ومنها حرمة الجنة على المغتابين والمشائين بنميمة ومنها اذاعة سر المؤمن بمنزلة العورة وعورة المؤمن على المؤمن حرام ومن روى على مؤمن رواية يريدها شينة وهدم مروته ليسقط من اعين الناس اخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان ومنها من ارضى سلطانا بسخط الله خرج من دين الله ومن حاول امرا بمعصية الله كان افوت لما يرجو واسرع لمجيئ ما يحذر ومنها من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يقوم بمكان ريبة ومنها لاتقعدن في مجلس يغاب فيه امام أو ينتقص فيه مؤمن ومن قعد عند سباب لاولياء الله فقد عصى الله ومنها القاطع رحمه ملعون في كتاب الله تعالى في ثلاث مواضع فقال وتقطعو ارحامكم اولئك الذين لعنهنم الله تعالى قال ويقطعون ما امر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة والثالثة وأولئك هم الخاسرون ومنها عده المؤمن اخاه نذرا لا كفارة له كبر مقتا عند الله أن تقولو مالا تفعلون ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليف إذا وعد ومنها أيما رجل من اصحابنا استعان به رجل من اخواننا في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين من امير المؤمنين إلى اخرهم ومنها لا تبد الشماته لاخيك فيرحمه الله ويصيرها بك ومنها من شمت بمصيبة نزلت باخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن ومنها سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر واكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه ومنها إذا اتهم المؤمن اخاه انماث الايمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء ومنها من عير مؤمنا بذنب لم يمت حتى يركبه ومن لقى اخاه يؤنبه ابنه الله في الدنيا والاخرة ومنها ما ورد في الغيبة والبهتان وهو كثير كتابا وسنة البهتان بسنة العيب إلى من ليس فيه ومنها من تتبع عثرات المسلمين تتبع عثراته ومن تتبع الله عثراته يفضحه ومنها لياذن بحرب مني من اذى عبدي المؤمن وليا من غضبي من اكرم عبدي المؤمن ومنها كفر بالله من تبرأ من نسب وان رق ومنها عقوق الوالدين وترك صلة الرحم ويكفي فيها الكتاب وتواتر والسنة ومنها بئس الشخص ذو وجهين وذو لسانين يطرى اخاه شاهدا وياكله غايبا أن اعطى حسده وان ابتلى خذله ومنها الكذب وعلى تحريمه الكتاب والسنة ومنه صغيرة ومنه كبيرة سيما الكذب على الله ورسوله وسيما البهتان ومنها المكر والغدر والخديعة في النار ومنها احذرو اهواءكم كما تحذرون اعداءكم فليس اعدى للرجال من اتباع اهوائهم واتباع الهوى يصد عن الحق ومنها طول الامل ينسي الاخرة ومنها الظلم وفي الكتاب والسنة المتواترة ما فيه كفاية والاقوى أن فيه صغيرة وكبيرة وكذلك غصب اموال الناس والاحوط جعله كله كبيرة ومنها الفخر والمكر وفي الخبر عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالامس نطفة ثم غدا جيفة والتكبر كبيرة إذا كان حقيقة وان كان احتشاما وورعاً وقارا أو عز نفس فلا باس ومنها البغي يقود أصحابه إلى النار ومنها من خاف الناس لسانه فهو في النار وشر الناس يوم القيامة من يكرمون اتقاء شرهم ومنها فيمن يتسابان للبادئ منهما ورث ووزر صاحبه ومنها سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل وفي اخر يفسد الايمان ومنها يخرج الطمع الرجل عن الايمان والخبر كله في قطع الطمع عما في ايدي الناس ومنها راس كل خطيئة حب الدنيا ومنها حب الجاه ومنها من تعصب خلع رقبة الايمان من عنقه والمراد العصبية لغير الدين وفي غير ما يرضي الله كنصرة المظلوم على الظالم والضعيف على القوي ومنها الغضب لغير الله يفسد الايمان والغضب مفتاح كل شر من كف عضبه ستر الله عورته وقال تعالى اذكرني حين تغضب اذكرك عند غضبي ومنها اتقاء شحناء الرجال وعداوتهم ومنها الخصومة والجدال ومنها ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها حب الرئاسة من طلب الرئاسة هلك والأخبار حينئذ كثيرة ومنها الرياء وتحريمه كتابا وسنة ومنها السبعة هو كالربا وكلاهما شرك خفي ومنها التحكر واخبارها كثيرة ومنها التدليس ومنها ترك النصيحة عند الاستشارة ومنها الحيلة والمكر في الأمور مالم يكن ممكرا محللا وحيلة حسنة ومنها النفاق ومنها الجدال والمراء ومنها النفاق إلى غير ذلك مما ذكر في علم الاخلاق وجملة من ما ذكر ليس من المحرمات لكنها تجر اليها لانها تكدر القلب فيكون قابلا للمعصية وتركها ينوره فيقرب إلى طاعة فتأمل.