الفقه علی المذاهب الاربعة-ج1-ص36
الأول: ما يتوقف عليه أداء قربة، من صلاة، وإحرام، ومس مصحف
ونحو ذلك، النوع الثاني: ما يتوقف عليه رفع حدث، كالوضوء الكامل
للمحدث حدثاً أصغر، النوع الثالث: ما يسقط به فرض، ولو لم يرفع
حدثاً، كما إذا غسل بعض أعضاء الوضوء دون البعض، فلو غسل وجهه
فقط، كان الماء الذي غسل الوجه، ولكنه لم يرفع حدثاً، لتوقف رفع
الحدث على تمام الوضوء. النوع الرابع: ما استعمل لأجل تذكر العبادة،
كوضوء الحائض، فإنه يستحب لها أن تتوضأ عند وقت كل صلاة،
للتذكر ما اعتادته من الصلاة.
هذا، ولا يكون الماء مستعملاً في كل هذه الأحوال، إلا إذا انفصل عن
العضو، فلو جرى الماء على ذراعه، ولم ينزل منه شيء لا يكون
مستعملاً طبعاً، وإلا لما أمكن تطهير باقي العضو.
الشافعية قالوا: تعريف الماء المستعمل، هو الماء القليل الذي يؤدي به ما
لا بد منه، حقيقة، أو صورة، من رفع حدث في نظر مستعمله، أو إزالة
خبث.
وشرح هذا التعريف هو أن المراد بالماء القليل ما نقص عن القلتين
المذكورتين في أعلى صحيفة قالوا، فإذا توضأ “أو اغتسل من ماء قليل،
واغترف منه لغسل يديه بعد غسل وجهه بيده، فإنه يكون مستعلاً، وإنما
يصير الماء مستعملاً بشروط: الأول: أن يستعمل في فرض الطهارة،
فإذا توضأ لصلاة نافلة، أو مس مصحف، أو نحو ذلك، فإن الماء لا
يستعمل بالاغتراف منه، الشرط الثاني: أن يكون ماء المرة الأولى، فلو
غسل وجهه خارج الإناء مرة، ثم وضع يده للغسل مرة ثانية وثالثة، فإن
الماء لا يستعمل بذلك، الثالث: أن يكون قليلاً من أول الأمر، فإذا كان
الماء قلتين فأكثر، ثم فرقه في آنية، فإنه لا يستعمل بالاغتراف منه،
ومثل ذلك ما إذا جمع الماء القليل المستعمل حتى صار قلتين، فإنه
يصبح كثيراً لا يضره الاغتراف منه، الرابع: أن ينفصل عن العضو فلو
جرى الماء على يده، ولم ينفصل عنها، لا يكون مستعملاً.
هذا، وإذا توضأ، أو اغتسل من ماء قليل، ثم نوى الاغتراف من ذلك
الماء، فإنه لا يستعمل، ومحل نية الاغتراف في الوضوء بعد غسل
وجهه، بأن ينوي عند إرادة غسل اليدين، أما إذا نوى عند المضمضة، أو
الاستنشاق، أو عند غسل وجهه، فإنها لا تجزئ، ومحلها في الغسل بعد
أن ينوي الاغتسال وعند مماسة الماء لشيء من بدنه، فإذا لم ينو
الاغتراف من الماء، بأن يقصد نقل الماء من محل لغسل بدنه في الغسل،
(يتبع…)
(تابع… 1): الماء الطاهر غير الطهور ثلاثة أنواع (المالكية قالوا: الطاهر غير… …
وغسل أعضاء الوضوء في الوضوء، صار الماء القليل مستعملاً.