پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص556

تمسه النار إلا تحلة القسم(1) فقيل يا رسول الله صلى الله عليه واله واثنان؟ فقال: واثنان وهو بعيد، لانه ليس باختياري فيحتاج إلى التأويل وقيل التسمية عند الجماع، وقيل الدعاء وهما مرويان، وقيل التزويج ليحصل منهما الولد الصالح، ولهذا استحب اختيار كريمة الاصل والعفيفة الولود.

واتقوا الله

معاصيه ” واعلموا أنكم ملاقوه ” أي ملاقو جزائه يعني ثوابه إن أطعتموه، وعقابه إن عصيتموه، وإنما أضاف إليه تعالى على ضرب من المجاز أي تزودوا ما لا تفتضحون به عنده، وهو التقوى، فان خير الزاد التقوى ” وبشر ” يا محمد ” المؤمنين ” الكاملين في الايمان أو العاملين المستوجبين للمدح والتعظيم بفعل الطاعات والحسنات، وترك المعاصي والقبايح، وكأن ” نسائكم حرث لكم ” بيان لقوله: ” من حيث أمركم الله ” أي المأمور بالاتيان موضع حرثكم فأتوه من أين أردتم كما في الحرث إلا أنكم تجتنبون في زمان الحيض مكانه، والله أعلم.

السابعة: والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين(2).

في الكشاف: إنشاء عبر عنه بالخبر كقوله ” يتربصن ” للمبالغة، معناه لترضع الامهات أولادهن على طريق الاستحباب والندب إذ لا يجب عليهن إرضاع أولادهن عندهم إلا في الصور المخصوصة، فيه أنه خلاف الظاهر مع التعبير بالخبر للمبالغة، وأيضا الظاهر أن الارضاع في الحولين واجب فلا يفهم حينئذ من الآية لحملها على الندب، مع أن الاكثر يستدل بها على حده، أو الوجوب فيلزم تخصيصها بالصور الخاصة مثل أن لا يعيش إلا بلبن امه بأن لا يشرب إلا لبنها أو لا يوجد غيرها أو الوالد يكون عاجزا عن تحصيل غيرها لعدم قدرته على الاجرة فيكون الولد ممن تجب نفقته على الام إن كانت قادرة ويحتمل أيضا أن يكون المعنى أن الارضاع في هذه المدة للام، بمعنى أنه حقها يجب على الاب تمكينها منه ولا يجوز له الاخذ


(1) وفي الحديث لا يموت للمؤمن ثلاثة اولاد فتمسه النار الا تحلة القسم اى قدر ما بين الله تعالى قسمه فيه بقوله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا (الصحاح).

(2) البقرة: 233.