زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص554
ذلك، وعلى كل حال لا شك أن الستر والعفاف لها خير لاحتمال ذلك وهو ظاهر غير مخفي.
وفي مجمع البيان: هن المستثنيات من النساء اللاتي قعدن عن التزويج لانه لا يرغب في تزويجهن، وقيل هن اللاتي ارتفع حيضهن ولا يطمع نكاحهن ” فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ” يعني الجلباب فوق الخمار عن ابن مسعود وسعيد بن جبير، وقيل: يعني الخمار والرداء عن جابر بن يزيد، وقيل: ما فوق الخمار من المقانع وغيرها، ابيح لهن القعود بين يدي الاجانب في ثياب أبدانهن مكشوفة الوجه واليد، فالمراد بالثياب ما ذكرناه لا كل الثياب ” غير متبرجات بزينة ” أي غير قاصدات بوضع ثيابهن إظهار زينتهن، بل يقصدن به التخفيف عن أنفسهن فاظهار الزينة في القواعد وغيرهن محظور، وأما الشابات فانهن يمنعن من وضع الجلباب أو الخمار، ويؤمرن بلبس أكثف الجلابيب لئلا تصفهن ثيابهن وقد روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: للزوج ما تحت الدرع، وللابن والاخ ما فوق الدرع، ولغير ذي محرم أربعة أثواب: درع، وخمار، وجلباب، وإزار ولا يخفى أن فيه ما هو غير ظاهر الوجه فتأمل.
السادسة: نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين(1).
أنى
في محل النصب لانها ظرف مكان إذا كان بمعنى حيث أو أين، وظرف زمان إذا كان بمعنى متى، والعامل فيه ” فأتوا ” و ” شئتم ” جملة فعلية في موضع الجر باضافة ” أنى ” إليها، وإذا كان بمعنى كيف في محل النصب على المصدر، ولا محل لشئتم حينئذ، وتقديره فأتوا حرثكم أي نوع شئتم قيل: نزلت ردا على اليهود قالوا إن الرجل إذا أتى المرأة من خلفها في قبلها خرج الولد أحول، فكذبهم الله
(1) البقرة: 223.