پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص326

وعن أبي عبدالله عليه السلام قال شاب سخي مرهق في الذنوب أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل.

وعن جميل ابن دراج عنه عليه السلام خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، و من خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم، وإن البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك قلت جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب كثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله عزوجل في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون “.

وهذه الاخبار كلها مسندة(1) وحذفت السند اقتصارا وكذا تركت الاخبار في الانفاق وذم البخل و ما ورد في غير هذا الكتاب مثل الفقيه(2) وغيره.

إن كظم الغيظ بمنزلة التقوى والانفاق في ذلك المذكور، لان الظاهر أنه عطف على ” المتقين الذين ” الخ وإن جاز عطفه على ” الذين ” ولعل الاول أولى، وإلا كان المناسب ويكظمون الغيظ عطفا على ينفقون قال في مجمع البيان: أصل الكظم شد رأس القربة عن ملئها تقول كظمت القربة أي ملاتها ماء ثم شددت رأسها وفلان كظيم مكظوم إذا كان ممتليا حزنا وكذا إذا كان ممتليا غضبا لم ينتقم والكظامة القناة التي تجري تحت الارض سميت بذلك لامتلائها تحت الارض وفي غريب الحديث لابي عبيدة عن أوس أنه رأى النبي أتى كظامة القوم فتوضأ ومسح على قدميه والفرق بين الغيظ والغضب أن الغضب ضد الرضا، وهو إرادة العقاب المستحق بالمعاصي ولعنه وليس كذلك الغيظ لانه هيجان الطبع بتكره ما يكون من المعاصي ولهذا يقال: غضب الله على الكفار، ولا يقال: اغتاظ منهم(3) وكأن في التعبير عن عدم


(1) راجع الكافي كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء ج 4 من طبعة دار الكتب.

(2) ” الفقيه ” ” فضل السخاء والجود، ج 2 ص 33.

(3) مجمع البيان ج 2 ص 503.