پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص142

في ذكره أو لا مجملا ومنكرا ثم مفصلا تأكيد كما في تكرار ” ربنا ” للطلب.

ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا

يمكن أن تكون الكبائر، كما قالوا: وسيئاتنا إشارة إلى الصغاير فانها تكون مكفرة باجتناب الكبائر عند البعض ” وتوفنا مع الابرار ” أمتنا موتتهم، واجعلنا بعده معهم، والابرار جمع بر أو بار كأصحاب وأرباب في جمع رب وصاحب ” ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ” ما وعدتنا على تصديق رسلك من الاجر والثواب أو ما وعدتنا بلسانهم ونقلهم عنك وهذا السؤال ليس لان يعمل بوعده وعدم الاخلال به، لاحتمال أن لا يفعل ذلك لان ذلك محال عليه تعالى الله عنه، بل طلب لبقائه على استحقاق ذلك بالموت على الايمان، والعمل الصالح الكامل الذي يستحق بهما ذلك الوعد، مخافة أن لا يكون من الموعودين لسوء العاقبة، أو لقصور في الامتثال للاخلال بشرائطها من


من المخاطبين بالنداء، سواء كان بقوله آمنوا أو صدقوا، أو أسلموا أو قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونحو ذلك، ولا قصور في ذلك: ويؤيده ما قيل أن أن المصدرية إذا دخلت أمرا يكون للطلب.

ويجوز كونها مخففة أيضا وما ذكره المعترض من الشرط غير ظاهر، وما ذكره بعض النحاة فكأنه يريد به الاغلبية، ولهذا قال في الكشاف وتفسير البيضاوي في تفسير قوله تعالى ” أن إذا سمعتم ” أن المخففة من المثقلة وأيضا كلام الكشاف ليس بصريح في كون أن مصدرية أو يكون مقصودة دفع الاشكال بوجه آخر.

وأيضا في قول المعترض في دفع الاشكال بزيادة ” أن ” لانه جاز عند البعض تأمل فان مجرد ذلك لا ينفع وهو ظاهر، وأيضا ليس الاشكال بالتكرار حتى يدفع بما ذكره: بل عدم ظهور المعنى بقول النداء بالايمان، وقد عرفت له معنى صحيحا فاندفع الاشكال، وأيضا النداء بالايمان أعم كما بيناه، وبالجملة لا إشكال في القرآن ولا في كلام صاحب الكشاف ولا في كلام صاحب القيل: وإنما ذلك في كلام المعترض وهو السيد اليمني والله اعلم، منه ره.

أقول: هذه الحاشية قد طبعت في الطبعة الاولى الحجرية في المتن ونسخة سن خالية عنها متنا وهامشا، وأما نسخة عش فقد جعلتها في المتن والهامش معا، وقال بعد تمامها في الهامش ” منه رحمه الله ” وإنما جعلناه في الهامش لظاهر نسخة عش وأصالة نسخة سن، ولان مسلك المؤلف رحمه الله في متن الكتاب لم يكن على المناقشات الادبية.