زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص62
أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في هذه الآية قالا إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقوم من الليل ثلاث مرات فينظر في آفاق السماء فيقرأ خمس آيات من آل عمران: ” إن في خلق السموات والارض – إلى قوله تعالى – إنك لا تخلف الميعاد ” ثم يفتح صلوة الليل الخبر(1).
وقيل معناه صلاة المغرب والعشاء الآخرة، وإدبار النجوم يعني الركعتين قبل صلاة الفجر وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام(2) وذلك حين تدبر النجوم أي حين تغيب بضوء الصبح، وقيل معناه صلاة الفجر المفروضة وقيل معناه لا تغفل عن ذكر ربك صباحا ومساء ونزهه في جميع أحوالك ليلا ونهارا فإنه لا يغفل عنك وعن حفظك، وفي هذه الآية دلالة على أنه سبحانه قد ضمن حفظه وكلايته حتى بلغ الرسالة، الله يعلم بحقيقة كلامه وغيره.
ويدل على رجحان القيام للصلاة عن المضاجع، والصلاة بالليل ودعاء الرب خوفا من العقاب، وطمعا في الثواب، والانفاق مما رزقه الله تعالى قوله تعالى:” ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (3) ” ترتفع جنوبهم عن مواضع اضطجاعهم لصلاة الليل وهم المتهجدون بالليل الذين يقومون عن فرشهم للصلاة، وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام، فهو القيام في الليل لصلوة الليل والتهجد المشهور، وظاهر الآية أنهم يقومون للدعاء خوفا من عدم الاجابة وطمعا لها، كأنه الدعاء في الوتر وغيره، وقيل هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة، قال أنس نزلت فينا معاشر الانصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله صلاة العشاء وقيل هم الذين يصلون ما بين المغرب والعشاء الاخرة وهي صلاة الاوابين، و قيل هم الذين يصلون العشآء والفجر في جماعة ” يدعون ربهم خوفا ” من عذاب الله
(1) الوسائل الباب 53 من أبواب المواقيت ح 1 – 4.
(2) ذكر في مجمع البيان مرسلا ورواه الكلينى في الكافي مسندا ج 3 ص 444.
(3) السجدة: 16: