زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص8
معلوم أن الفلاح الذي هو النجاة من العذاب والوصول إلى الجنة واجب فيكون ما هو موقوف عليه وسبب له واجبا وذلك هو المطلوب.
والتقوى على ما نقل من أهل البيت عليهم السلام هو أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك، أي التقوى هو اجتناب جميع المنهيات وارتكاب جميع المأمورات.
والايمان بالغيب، قيل هو التصديق بالغائب الغير المحسوس: وقيل بما غاب عن العباد علمه، وقيل بما جاء من عند الله، وقيل بجميع ما أوجبه الله تعالى أو ندب إليه وأباحه، وقيل بالقيامة والجنة والنار، وقيل هو التصديق بالقلب فالغيب هو القلب حينئذ.
واعلم أنه ينبغي هنا تحقيق الايمان شرعا إذ يتوقف عليه امور كثيرة فنقول: لا شك أنه مطلق التصديق في اللغة، وأما في الشرع، فنقل في مجمع البيان أن المعتزلة قالوا بأجمعهم أن الايمان هو فعل الطاعات فمنهم من اعتبر الفرائض والنوافل ومنهم من اعتبر الفرائض حسب، واعتبروا اجتناب الكبائر كلها وكأنه يريد بفعل الطاعات مجموع الامور الثلاثة: اعتقاد الحق والاقرار به والعمل بمقتضاه، كما قال في الكشاف ونقل القاضي البيضاوي أنه مذهب المعتزلة وجمهور المحدثين و الخوارج فمن أخل بالاعتقاد فهو منافق ومن أخل بالاقرار فهو كافر ومن أخل بالعمل فهو فاسق عند الكل، وكافر عند الخوارج، وخارج عن الايمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة.
وأما دليلهم فليس مما يعتد به إلا أنه يفهم ذلك من كثير من الاخبار المذكورة في كتاب الايمان والكفر من الكافي وغيره من الكتب المعتبرة من الاصحاب حيث يدل على دخول الاعمال فيه، وأن المؤمن يخرج عن الايمان حين الفسق ثم إذا تاب يصير مؤمنا.
منها ما نقل في مجمع البيان قال: وروى العامة والخاصة عن على بن موسى الرضا عليه السلام أن الايمان هو التصديق بالقلب، والاقرار باللسان، والعمل بالاركان