المدونة الکبری-ج6-ص472
و ابو سعيد عبد السلام بن سعيد التنوخى الملقب بسحنون الفقيه المالكى قرأ على الامام عبد الرحمن بن القاسم وابن وهب واشهب ثم انتهت إليه الرياسة في العلم بالمغرب وكان رحمه الله تعالى يقول قبح الله الفقر ادركنا مالكا وقرأنا على ابن القاسم وولى القضاء بالقيروان وعلى قوله المعول بالمغرب وصنف كتاب المدونة في مذهب الامام مالك رضي الله تعالى عنه واخها عن ابن القاسم وعليها يعتمد اهل القيروان وكان اول من شرع في تصنيف المدوند اسد بن الفرات الفقيه المالكى بعد رجوعه من العراق واصلها اسئلة سال عنها ابن القاسم فاجابه عنها وجاء بها اسد إلى القيروان وكتبها عنه سحنون وكانت تسمى الاسدية ثم رحل بها سحنون إلى ابن القاسم في سنة ثمان وثمانين ومائة فعرضها عليه واصلح فيها مسائل ورجع بها إلى القيروان في سنة احدى وتسعين ومائة وهى في التاليف على ما جمعه اسد ابن الفرات أو لا وبوبه على ترتيب التصانيف غير مرتبة المسائل ولا مرسمة التراجمة فرتب سحنون اكثرها واحتج لبعض مسائلها بالاثار من روايته من موطأ ابن وهب وغيره وبقيت منها بقية لم يتم فيها سحنون هذا العمل المذكور ذكر هذا كله القاضي عياض وغيره (وذكر) بعض الفقهاء المالكية ان الشيخ جمال الدين ابا عمرو المعروف بابن الحاجب الفقيه المالكى النحوي واسمه عثمان قال ان اسد الدين بن الفرات الفقيه المالكى جاءمن المفرب إلى مصر وقرأ على ابن القاسم واخذ عنه المدونة وكانت مسودة وعاد بها إلى بلاده فحضر إليه سحنون وطلبها منه لينقلها فبخل عليه بها فرحل سحنون إلى ابن القاسم واخذ عنه المدونة وقد حررها ابن القاسم فرحل سحنون بها إلى المغرب وعلى يده كتاب ابن القاسم إلى اسد بن الفرات يقول ففيه يقابل نسخته بنسخة سحنون فالذي تتفق عليه النسختان يثبت والذي يقع فيه الاختلاف فالرجوع إلى نسخة سحنون ويمحى من نسخة ابن الفرات فهذه هي الصحيحة فلما وقف ابن الفرات عل