المدونة الکبری-ج6-ص469
واحلاهم عينا وانقاهم بياضا واتمهم طولا في جودة بدن وقيل كان ربعة والمشهور الاول ومرض مالك رضي الله عنه يوم الاحد فأقام مريضا اثنين وعشرين يوما ومات يوم الاحد لعشر خلون وقيل لاربع عشرة خلت من ربيع الاول سنة تسع وسبعين ومائة وقال سحنون عن عبد الله بن نافع توفى مالك وهو ابن سبع وثمانين سنة وقال الواقدي بلغ تسعين سنة وترك من الاولاد يحيى ومحمد وحمادا وام ابيها قال ابن شعبان ويحيى يرى عن ابيه نسخة من الموطأ ويروى عنه باليمن روى عنه محمد بن مسلمة.
وابنه محمد بن يحيى قدم مصر وكتب عنه حدث عنه الحارث بن مسكين
وقد بلغت تركة الامام رضي الله عنه ثلاثة آلاف دينار وثلاثمائة دينار وقال بكر بن سليم الصواف دخلنا على مالك في العشية التى قبض فيها فقلنا كيف تجدك قال لا ادرى ما اقول لكم الا انكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن في حساب قال ثم ما برحنا حتى اغمضناه رحمه الله تعالى رواه الخطيب وقيل انه تشهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد.
ورأى عمر بن يحيى بن سعيد الانصاري ليلة مات الامام مالك رضي الله تعالى عنه قائلا يقول لقد اصبح الاسلام زعزع ركنه
غداة ثوى الهادى لدى ملحد القبر امام الهدى ما زال للعلم صائنا
عليه سلام الله في آخر الدهر قال فانتبهت وكتبت البيتين في السراج وإذا بصارخة على مالك رحمه لله تعالى واوصى رضى الله عنه ان يكفن في بعض ثيابه ويصلى عليه بموضع الجنائز فصلى عليه عبد الله ابن محمد من ذرية عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو يومئذ والى المدينة المشرفة وصلى عليه معه اكثر الناس ودفن بالبقيع وقبره مشهور وعليه قبة ونزل في قبره جماعة من الاكابر (قال ابن القاسم) كنا عند مالك في مرضه الذي مات فيه فدخل ابن الدراوردى فقال يا ابا عبد الله رايت البارحة رؤيا اتسمعها منى فقال قل قالرأيت رجلا ينزل من السماء عليه ثياب بيض وبيده سجل ينشره ما بين السماء والارض ثلاث مرات يقول هذه براءة لمالك من النار فبينا انا احدثه إذ دخل عليه رسول