المدونة الکبری-ج5-ص368
(قلت)
أرأيت لو أن رجلا غصب أرضا فغرس فيها شجرا فاستحقها ربها (قال) يقال للغاصب اقلع شجرك الا أن يشاء رب الارض أن يأخذها بقيمتها مقلوعة وكذلك البنيان إذا كان للغاصب في قلعه منفعة فانه يقال له اقلعه الا أن يشاء رب الارض أن يأخذه بقيمته مقلوعا وأما ما ليس للغاصب فيه منفعة فليس له أن يقلعه وليس له في حفر حفرة في بئر في الارض أو تراب ردم به حفرا في الارض أو مطامير حفرها فليس له في ذلك شئ لان هذا مما لا يقدر الغاصب على أخذه وهذا قول مالك
(قلت)
أرأيت ان اغتصبت من رجل حديدا أو نحاسا أو رصاصا أو ما أشبه هذا مما يوزن أو يكال فأتلفته أيكون علي مثله (قال) قال مالك من اشترى بيعا جزافا مثل ما سألت عنه فأتلفه فعليه مثله وكذلك الغصب هو بمنزلة هذا
(قلت)
أرأيت ان اغتصبت من رجل حديدا أو نحاسا فصنعت منه قدرا أو سيوفا أيكون للمغصوب منه أن يأخذ ذلك أم لا (قال) لا أرى له الا وزنا مثل نحاسه أو حديده
(قلت)
أرأيت أهل الذمة إذا تظالموا فيما بينهم في الخمر يأخذها بعضهم من بعض أو يفسدها بعضهم لبعض أيحكم فيما بينهم أم لا (قال) نعم يحكم فيما بينهم في الخمر لانها مال من أموالهم (1)
(قلت)
أليس قد قال مالك إذا تظالموا بينهم حكمت بينهم ودفعتهم عنالظلم أفليس الخمر من أموالهم التى ينبغي أن يدفع بعضهم عن ظلم بعض فيها (قال) بلى كذلك أرى أن يحكم بينهم فيها (قال) قال مالك ولا أحكم بينهم في الربا إذ تظالموا بينهم في الربا وتحاكموا الينا لم أحكم بينهم
(قلت)
أرأيت إذا رضوا أن يحكم بينهم في الخمر
(1) (قوله نعم يحكم فيما بينهم في الخمر الي قوله فلا أرى أن يحكم بينهم في شئ من الربا) لتأمل في هذا المبحث بالامعان والتدقيق فلعله لم تصل إليه يد التحرير والتحقيق اه كتبه مصحح