المدونة الکبری-ج5-ص199
يستحلف بالله الذى لا اله الا هو ولا يزيد على ذلك كذلك قال لنا مالك
(ابنمهدى عن سلام بن سليمان عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس قال جاء خصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على الآخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي أقم بيتك على حقك فقال ليست لى بينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للآخر احلف بالله الذى لا اله الاهو ماله عندك شئ فحلف بالله الذى لا اله الا هو ماله عندي شئ
(قلت)
فأين يحلف الذى يدعى قبله والذى يستحق بيمينه مع شاهده أين يستحلفهما في قول مالك (قال) قال مالك كل شئ له بال فانهما يستحلفان فيه هذان جميعا في المسجد الجامع
(فقيل)
لمالك أعند المنبر (فقال) مالك لا أعرف المنبر الا منبر النبي صلى الله عليه وسلم وأما مساجد الآفاق فلا أعرف المنبر فيها ولكن للمساجد مواضع هي أعظم من بعض فأرى أن يستحلفه في المواضع التي هي أعظم (قال مالك) وعندنا بالمدينة لا يستحلف عند المنبر الا في ربع دينار فصاعدا
(قلت)
أرأيت الحالف هل يستقبل به القبلة في قول مالك (قال) ما سمعت من مالك فيه شيئا ولا أرى ذلك عليه
(ابن وهب)
عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال الاستحلاف عند المنبر لم يزل يعمل به منذ بدا الاسلام وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف عند منبرى بيمين كاذبة فليتبوأ مقعده من النار (قال مالك) وان عمر بن الخطاب أمر أن يجلب إليه إلى الموسم الذى قال لامرأته حبلك على غاربك فكل عظيم من الامر يحلف في أعظم المواضع وان عمر بن الخطاب كانت بينه وبين رجل خصومة فرتب عليه عثمان اليمين على المنبر فأتقاها فاقتدى منها وقال أخاف أن أوافق قدرا وبلاء فيقال بيمينه (قال مالك) وقد اتقاها زيد بن ثابت حين حكم عليه باليمين عند المنبر وجعل يحلف مكانه
(سحنون)
ولو أن زيدا كان الحلف عنده على المنبر من الباطل لقالها لمروان (قال مالك) ألا ترى أنه دخل على مروان فقال أتحل بيع الربا يامروان فقال مروان أعوذ بالله قال فالناس يتبايعون الصكوك قبل أن يقبضوها فبعث مروان حرسا يردونها فلو لم تكن اليمين على زي