المدونة الکبری-ج5-ص172
شئ مما وصفت لي مما ذكرت من المواريث أيكون حبسا أم لا (قال) قد أخبرتك أن مالكا قال شهادة السماع شهادة جائزة في الاحباس مثل ما وصفت لك من أحباس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانها قد حيزت عن نسائهم وعمن لا حق له في الحبس فإذا جاء من ذلك من السماع ما يستدل به جازت شهادة السماع في ذلك
(قلت)
أرأيت ان كانت الدار في يد رجل قد أنسئ له في العمر أقام فيها خمسين سنة أو ستين سنة ثم قدم رجل فادعاها وأثبت الاصل فقال الذى في يده الدار اشتريتها من قوم قد انقرضوا وانقرضت البينة وجاء بقوم يشهدون على السماع أنه اشتراها (قال) سمعت مالكا يقول إذا جاء بقوم يشهدون على السماع أنه اشترى ولم يقل لى ملك من صاحبها الذى ادعاها كان أو من غيره وقد أخبرتك بالذى سمعت منه وليس وجه السماع الذى يجوز على المدعي والذى حملنا عن مالك الا أن يشهدوا على سماع شراء من أهل هذا المدعى الذى يدعي الدار بسببهم فيكون في ذلك قطع لدعوىهذا المدعى بمنزلة سماع الاحباس فيما فسر لنا مالك
(قلت)
ومعنى قول مالك حتى تشهدوا على سماع يكون فيه قطع لدعوى هذا المدعى انما هو أن يشهدوا أنا سمعنا أن هذا الذى الدار في يديه أو أباه أو جده اشترى هذه الدار من هذا المدعي أو من أبيه أو من جده أو من رجل يدعى هذا المدعى أنه ورث هذه الدار من قبله (قال) نعم أو اشترى ممن اشترى من جد هذا المدعى وقد بينت لك ذلك من قول مالك (قال) وقال مالك ها هنا دور تعرف لمن أولها بالمدينة قد تداولها قوم بعد قوم في الاشتراء وهي اليوم لغير أهلها فإذا كان على مثل هذا فالسماع جائز على ما وصفت لك وان لم تكن شهادة قاطعة (قال ابن القاسم) وكان مالك يرى الشهادة على السماع أمرا قويا
(قلت)
أريت ان أتى الذى في يديه ببينة يشهدون أنهم سمعوا أن هذا الرجل الذى في يديه اشترى هذه الدار أو اشتراها جده أو اشتراها والده الا أنهم قالوا سمعنا أنه اشتراها ولكنا لم نسمع بالذى اشتراها منه من هو (قال) لم