المدونة الکبری-ج4-ص541
قلت) أرأيت ان أكريت أرضا من رجل فقبضها منى أيجب لى الكراء حين قبضها أم إذا زرعها أم حين يرفع زرعه منها (قال) ان كان لاهل البلد سنة في كراء الارض حملوا غلى ذلك والا نظر فان كانت الارض مما يزرع مرة واحدة وقد رويت مثل أرض مصر التى انما ربيها من النيل وليس تحتاج إلى المطر فإذا قبض الارض وقد رويت لزمه نقد الكراء وان كانت مثل الارضين التى تحتاج إلى السقى ولا يتمالزرع الا بالسقى بعد ما يزرع أو من أرض المطر التى لا يتم زرعها الا بالمطر فيما يستقبل بعد ما زرع لم ينقده الكراء الا بعد تمام ذلك (وقال غيره) إذا كانت من أرض السقى وكان السقى مأمونا وجب له كراؤه نقدا (قال ابن القاسم) فان كانت أرضا تزرع بطونا مثل القصب والبقول وما أشبهه أعطاه كلما سلم بطن منها بقدر ذلك (وقال غيره) يعطيه ما ينوب البطن الاول نقدا (قال ابن القاسم) وانما خالف كراء الارض التى تسقى من ماء العيون والآبار والمطر كراء الدور والابل لان الدور والابل إذا تشاحوا في النقد ولم يشترطوا ولم يكن لهم سنة يحملون عليها فانما يعطيه من الكراء بقدر ما سكن في الدار أو سار من الطريق على الابل لانه لو انهدمت الدار أو ماتت الابل كان المتكارى قد أخذ بعض كرائه فان الارض التى تسقي ان انقطع ماؤها واحتبست عنها السماء فهلك زرع المتكارى لم يكن قابضا لشئ مما اكترى من الارض ولم يكن عليه شي من الكراء فمن ها هنا ليس لرب الارض أن يأخذ من المتكارى كراء حتى يتم بطن فيأخذ منه من الكراء بحال ما وصفت لك وهذا في غير العيون المأمونة لانه لو نقده الكراء ثم فحطت أرضه من الماء اتبعه بما دفعه إليه ولعله لا يجد عنده شيئا فكذلك الابل والدور انما منع من النقد رب الابل والدور ما لم يسكن المتكارى أو يركب لانه لم يقبض ذلك كله وانما يكون قابضا لما سكن أو سار لانه لو نقده ثم مات البعير أو انهدمت الدار صار يطلبه به دينا