المدونة الکبری-ج4-ص538
السنة لمن تكون الارض بقية السنة (قال) لم أسمع من مالك فيه شيئا ولكن هذا عندي مختلف الارض إذا كانت علي السقى التى تكترى على الشهور والسنين التى يعمل فيها الشتاء والصيف فهي للمتكارى حتى تتم السنة وإذا كانت أرض المطر أو ما أشبهها مما هي للزرع خاصة انما محمل ذلك عند الناس انما منتهى سنته رفع زرعه منها فعلى هذا يحمل ويعمل فيه (قلت) أرأيت هذا الذى تكارى الارض من أرض السقى سنة فمضت السنة وفيها زرعه أخضر لم يبد صلاحه فقال له رب الارض اقلع زرعك عنى أو كان فيها بقل فقال له رب الارض اقلع بقلك عنى (قال) قال مالك لا يقلع ولكن يترك زرعه وبقله حتى يتم ويكون لرب الارض مثل كراء أرضه (قلت) على حساب ما أكراه أم كراء مثلها في المستقبل (قال) قال مالك له كراء مثلها لا علي حساب ما كان أكراها منه (وقال غيره) لم يكن للمتكارى إذا لم يبق له من شهوره ما يتم له زرعه أن يزرع فإذا زرع فقد تعدى فيما بقى من زرعه بعد تمام أجله فعليه كراءمثل الارض فيما زاد الا أن يكون ذلك أقل مما يكون عليه علي حساب ماكان أكراها منه فيكون عليه الاكثر لانه رضى إذ علمها على حساب ما كان اكتراها وليس في يديه ذلك من ربها فيبلغ لربها الاكثر من ذلك
(قلت) أرأيت ان استأجرت أرضا لازرعها شعيرا فزرعتها حنطة (قال) ما سمعت من مالك فيه شيئا ولكن ان كانت الحنطة أضر بالارض فليس له ذلك لان صاحبها يريد أن يحميها (قلت) فان أردت أن أزرعها غير الشعير وانما تكاريتها للشعير والذى أريد أن أزرعها مضرته ومضرة الشعير سواء هل يجوز ذلك (قال) نعم ذلك جائز إذا كان الذى يزرعه فيها مضرته بالارض مثل مضرة الشعير أو أقل فليس لرب الارض أن يمنعه من ذلك