المدونة الکبری-ج2-ص381
ابن القاسم) ومعنى قوله ان أراد به الطلاق انه الطلاق انما يكون طلاقا إذا اختارت الشئ الذى خيرها فيه بمنزلة ما لو خيرها نفسها فان لم تختر فلا شئ لها (قال) وسئل مالك عن رجل قال لامرأته قد أكثرت مما تذهبين إلى الحمام فاختارى الحمام أو اختاريني فقالت قد اخترت الحمام (قال مالك) أرى أن يسئل الزوج عن نيته فان أراد طلاقا فهو طلاق وان لم يرد الطلاق فلا شئ عليه [ قلت ] أرأيت ان قال رجل لرجل خير امرأتي وامرأته تسمع فقالت المرأة قد اخترت نفسي قبل أن يقول لها الرجل احتارى (قال) القضاء ما قضت الا أن يكون الزوج انما أراد أن يجعل ذلك إلى ذلك الرجل يقول خيرها ان شئت أو يكون قبل ذلك كلام يستدل به على أن الزوج انما أراد بهذا أن يجعل ذلك إلى ذلك الرجل ان أحب أن يخيرها خيرها والا فلا خيار للمرأة فان كان كلام يستدل به على هذا فلا خيار للمرأة الا أن يخيرها الرجل وان كان انما أرسله رسولا فانما هو بمنزلة رجل قال لرجل أعلم امرأتي أنى قد خيرتها فعلمت المرأة بذلك فاختارت فالقضاء ما قضت [ قال سحنون ] قال ابن وهب وأخبرني موسى بن على ويونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بى فقال انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلى حتى تسأمرى أبويك قالت وقد علم أن أبوى لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت ثم تلا هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدينا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا قالت فقلت ففي أي هذا أستأمر أبوي فاني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت عائشة ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثلما فعلت ولم يكن ذلك حين قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترنه طلاقا من أجل أنهن اخترنه (قال مالك) قال ابن شهاب قد خير رسول الله صلى الله وسلم نساءه حين أمره الله بذلك فاخترنه فلم يكن تخيير هن طلاقا [ ذكر ] ابن