پایگاه تخصصی فقه هنر

المدونة الکبری-ج2-ص11

وهم يقضون في أمره ما أحبوا ليس للعدو أن ينزلوا بأرض المسلمين للتجارة ولا يقبل بها إلا أن يكون رسولا بعث لامر ما مما بين المسلمين وعدوهم فأما من أخذه المسلمون فزعم أنه جاء للتجارة أو مستأمنا بعد ما أخذ فلا أمان له [ قال ابن لهيعة ] وقال ربيعة ان كانوا من أرض متجر قد أمنوا بالتجارة فيهم والاختلاف إليهم فهم على منزلة أمان يشربون من الماء ويقضون حاجتهم وان كانوا من أرض عدو ولم يكن بينهم وبينهم ذمة ولم تكن التجارة منهم ولا منكم فيما يليكم ويليهم لم يكن لهم عهد بقولهم انما جئنا تجارا لا تكون تجارة بين المسلمين وعدوهم الا بخبر قد ثبت وأمر قد جرى ولو ترك أشباه هذا لم تزل عين من العدو مظلة (1) على المسلمين يحذرونهم ويطمع بضعفهم [ قال ] ولقد سئل مالك عن الروم ينزلون بساحل المسلمين بأمان معهم التجارات فيبيعون ويشترون ثم يركبون البحر راجعين إلى بلادهم فإذا أمعنوا في البحر رمتهم الريح إلى بعض بلدان المسلمين غير البلاد التى كانوا أخذوا فيها الامان.

قال مالك أرى لهم الامان أبدا ماداموا في تجرهم حتى يرجعوا إلى بلادهم ولا أرى أن يهاجوا [ ابن وهب ] عن ابن لهيعة وعمر بن مالك عنعبيد الله بن أبى جعفر عن حنش (2) بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل سبعين أسيرا بعد الاثخان (3) من اليهود وقتل عقبة بن أبى معيط أتي به أسيرا يوم بدر فذبحه فقال من للصبية قال النار [ ابن وهب ] عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب حدثه ان عمر بن عبد العزيز أتي بأسير من الخزر (4) فقال له عمر لاقتلنك فقال له الاسير إذا لا ينقص ذلك من عدة الخزر شيئا فقتله عمر ولم يقتل أسيرا في خلافته غيره (قال الليث) وكان أبو عبيدة وعياض بن عقبة بن نافع يقتلون الاسارى إذا أتى

(1) (مظلة على المسلمين) من أظله الشئ غشيه ودنا منه أي قريبة منهم متطلعة على عوراتهم ومواضع الفرصة منهم ا ه‍ (2) (حنش بن عبد الله) اي الصنعانى تابعي دخل الاندلس قال ابن وضاح اسمه حسين وحنش لقب ا ه‍ من هامش الاصل (3) (الاثخان) أي بعد ان غلبهم وأكثر فيهم الجراح اه‍ (4) (الخزر) بفتح الخاء المعجمة والزاي اسم جبل خزر العيون أي تكسر عيونهم أبصارها خلقة أو بعيونهم ضيق وصغر اه‍