المدونة الکبری-ج1-ص291
عليها فأراه لاهل تلك الدار الذين صالحوا عليها وليس هو لمن أصابه وما أصيب في أرض العنوة فأراه لجماعة مسلمي أهل تلك البلاد الذين افتتحوها وليس هو لمن أصابه دونهم (قال ابن القاسم) وهو بين لان ما في داخلها بمنزلة ما في خارجها فهو لجميع أهل تلك البلاد ويخمس (قلت) وأرض الصلح في قول مالك ان جميعه للذين صالحوا على أرضهم لا يخمس ولا يوخذ منهم شئ قال نعم (قلت) وأرض العنوة يكون أربعة أخماسه للذين افتتحوها وخمسه يقسم في مواضع الخمس (قال) نعم قال مالك وذلك أنهم دخلوها بصلح فليس لاحد أن يأخذ منها شيئا مما وجد فيها (قلت) وان أصابه في دار رجل في أرض الصلح أيكون لرب الدار في قول مالك (فقال) قال مالك هو للذين صالحوا على الارض (قال ابن القاسم) ان كان رب الدار هو الذي أصابه وكان من الذين صالحوا على تلك الارض فهو له وان كان رب الدار من غير الذين صالحوا فهو للذين صالحوا على تلك الارض وليس لرب الدار من ذلك شئ وماوجد في أرض العنوة فهو لاهل تلك الدار الذين افتتحوها وليس هو لمن وجده.
ومما يبين لك ذلك أن عمر بن الخطاب قال في السفطين اللذين وجدا من كنز النخيرجان (1) حين قدم بهما عليه فأراد أن يقسمهما بالمدينة فرأى عمر أن الملائكة تدفع في صدره عنهما في المنام فقال ما أرى هذا يصلح لى فردهما إلى الجيش الذين أصابوه وقد كان ذانك السفطان انما هو كنز دل عليه بعد ما فتحت البلاد وسكن الناس واتخذوا الاهلين فكتب عمر أن يباعا فتعطى المقاتلة والعيال (قال) وقال مالك من أصاب في أرض الحرب من دفن الجاهلية شيئا فأراه بين جماعة الجيش الذين معه لانه انما نال ذلك بهم (قال سحنون) وفي حديث عمر دليل على أن ما أصيب في أرض
(1) (النخيرجان) هو وزير كسرى وكانت له امرأة شابة وكان كسرى يخالفه إليها فوجد النخيرجان يوما خفيه (أي خفى كسرى) عند امرأته فسألها عنهما فأخبرته أن الملك يأتيها فاعتزلها فأخبرت بذلك الملك فقال له كسرى وكان جالسا عنده بلغني ان عندك عينا عذبة وأنك لا تردها فقال وجدت فيها أثر الاسد فخفت على نفسي فعند ذلك أعطاه هذين السفطين لما أعجبه من قوله اه من هامش الاصل