المسائل المستحدثة-ج1-ص240
فان الشريعة المقدسة تطلب كثرة قوية، ولذلك عنيت بكل ما يكفل للانسان قوة الجسم و قوة الروح وقوة المجتمع، لاحظ الاخبار الواردة في بيان حكمة العبادات، والواردة في بيان حكمة حرمة جملة من المحرمات وكراهة المكروهات، وما ورد في تفسير الآية الشريفة و ” اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل “، وغير ذلك من الآثار.
وعلى الجملة: ان سعادة الانسان، وهي، بلوغه منتهي كماله بحسب نوعه معقودة بقوة جسمه وروحه، ومن الواضح، ان للرياضة البدنية، والروحية أثرا عظيما في ذلك، كما انه لا شك في مطلوبية القوة بحسب المجتمع الاسلامي وتوقفها على جملة من الاعمال، فهي مطلوبة شرعا.
واما الرياضات التي لا تترتب عليها هذه الغايات، ولا تكون مضرة ففيها خلاف، والحق ان يقال ان تلك الرياضات على اقسام: 1 – الفعل لغاية الالتذاذ بلا قصد غاية اخرى، ويعبر عنه باللعب.
2 – الفعل الخالي عن الغاية، ويعبر عنه باللغو.
3 – الفعل الموجب لاشتغال النفس باللذاذ الشهوية بلا قصد غاية، ويعبر عنه باللهو.
حكم اللعب: أما الاول: فقد استدل لحرمته، بالمرسل المروي عن مجمع البيان، كل لعب حرام الا ثلاثة، لعب الرجل، بقوسه، وفرسه، واهله.
والظاهر ان مراده ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث كل اللهو باطل الا في ثلاث في، تأديبه الفرس، ورميه عن قوسه، وملاعبته امرأته فانهن حق.
وفيه اولا: انه ضعيف السند للرفع، وثانيا انه يدل على ان كل لهو باطل ولا دليل على حرمة الباطل بقول مطلق، اي كل ما هو باطل.