تحریرالوسیله-ج1-ص236
عن التعقيد، عارفا بما جرى على المسلمين في الاقطار سيما قطره، عالما بمصالح الاسلام والمسلمين، شجاعا لا يلومه في الله لومة لائم، صريحا في إظهار الحق وإبطال الباطل حسب المقتضيات والظروف مراعيا لما يوجب تأثير كلامه في النفوس من مواظبة أوقات الصلوات والتلبس بزي الصالحين والاولياء، وأن يكون أعماله موافقا لمواعظه وترهيبه وترغيبه، وأن يجتنب عما يوجب وهنه ووهن كلامه حتى كثرة الكلام والمزاح وما لا يعنى، كل ذلك إخلاصا لله تعالى وإعراضا عن حب الدنيا والرئاسة – فإنه رأس كل خطيئة – ليكون لكلامه تأثير في النفوس، ويستحب له أن يتعمم في الشتاء والصيف، ويتردى ببرد يمني أو عدني، ويتزين ويلبس أنظف ثيابه متطيباعلى وقار وسكينة، وأن يسلم إذا صعد المنبر، واستقبل الناس بوجهه ويستقبلونه بوجوههم، وأن يعتمد على شئ من قوس أو عصا أؤ سيف، وأن يجلس على المنبر أمام الخطبة حتى يفرغ المؤذنون.
مسألة 15 – قد مر اعتبار الفاصلة بين الجمعتين بثلاثة أميال، فإن أقيمت جمعتان دون الحد المعتبر فان اقترنتا بطلتا جميعا، وإن سبقت إحداهما ولو بتكبيرة الاحرام بطلت المتأخرة، سواء كان المصلون عالمين بسبق جمعة أم لا، وصحت المتقدمة، سواء علم المصلون بلحوق جمعة أم لا، والميزان في الصحة تقدم الصلاة لا الخطبة، فلو تقدم إحدى الجمعتين في الخطبة والاخرى في الصلاة بطلت المتأخرة في الشروع في الصلاة.
مسألة 16 – الاحوط عند إرادة إقامة جمعة في محل إحراز أن لا جمعة هناك – دون الحد المقرر – مقارنة لها أو منعقدة قبلها، وإن كان الاشبه جواز الانعقاد وصحة الجمعة ما لم يحرز انعقاد جمعة أخرى مقارنة لها أو مقدمة عليها، بل الظاهر جواز الانعقاد لو علم بانعقاد أخرى وشك في مقارنتها أو سبقها.