پایگاه تخصصی فقه هنر

کتاب الشهادات , الاول-ج1-ص220

هذا كله بالنسبة إلى حقيقة التوبة وشرائط قبولها.

وقد اشتمل قول أمير المؤمنين عليه السلام وقد سمع قائلا يقول: استغفر الله: (ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان، أولها: الندم على ما مضى، الثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا، الثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه أملس ليس عليك تبعة.

الرابع: أن تعمد إلى فريضة ضيعتها فتؤدي حقها الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.

السادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية) على بيان حقيقة التوبة وأنها الندم على ما مضى والعزم على ترك العود إليه ابدا.

فان بينهما ملازمة عرفية، وعلى بيان ما يتوقف عليه قبولها وهو أداء حق المخلوقين، وحق الله.

واشتمل أيضا على شرط كمال التوبة وهو الامران الخامس والسادس، فان هذين الامرين شرطان لكمال التوبة لا لقبولها، ويؤيد ذلك قيام الاجماع على تحقق التوبة وقبولها من الكافر وان بقي على بعض المعاصي.

وهل يعتبر فيها الاستغفار؟ وأما الاستغفار، فقال الشيخ الانصاري قدس سره في بحثه عن التوبه: (وهل يعتبر فيها الاستغفار أم لا؟ التحقيق انه ان اريد به حب المغفرة وشوق النفس إلى أن يغفر له الله فالظاهر انه لا ينفك عن الندم، وان اريد به الدعاء للمغفرة، الذي هو نوع من الطلب الانشائي، ففي اعتباره وجهان من اطلاقات الندم، ومن مثل قوله صلى الله عليه وآله: لا كبيرة مع الاستغفار.

وقوله: دواء الذنوب الاستغفار.

وقوله: ما أصر من استغفر ونحو ذلك).