کتاب الشهادات , الاول-ج1-ص74
وفيه ما ذكره صاحب الجواهر، ضرورة ارادة الكمال الزائد على وصف العدالة منه، فيكون نظير (لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد) الخامس: ما قيل من انه يشعر به ما في بعض النصوص: (من عامل اناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته) (1).
وفيه: ان الظلم والكذب محرمان يخلان بأصل العدالة، وكذا خلف الوعد بناء على كونه من الكذب، اذن ليس المراد من المروة في الخبر ما ذكروه في معناها لغة واصطلاحا.
السادس: ان فاقد المروة غير مرضي الشهادة عرفا فلا يدخل في قوله تعالى:.
(ممن ترضون) 2.
قلت: عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الاية المباركة قال: (ممن ترضون دينه وأمانته وصلاحه وعفته وتيقظه فيما يشهد به وتحصيله وتمييزه، فما كل صالح مميزا ولا محصلا، ولا كل محصل مميز صالح) والظاهر انه اجنبي عن محل الكلام، لانه ساكت عن الامور المتعارفة بين الناس وسلوكه في المجتمع بحسب العادات والاخلاق العرفية المتبعة.
السابع: أصالة عدم ترتب احكام العدالة على فاقد المروة بعد عدم الوثوق باطلاق يتناوله.
أقول: لا مجال لهذا الاصل بعد سكوت صحيحة ابن أبي عمير عن اعتبار المروة، إذ لو كانت شطرا من العدالة لذكرت في الصحيحة، مع كون الامامعليه السلام في مقام بيان العدالة وخصوصياتها، لا سيما بناء ا على القول بالحقيقة
(هامش
)
(1) وسائل الشيعة 18 / 293 الباب 41 شهادات.
(2) سورة البقرة: 282 (
).