پایگاه تخصصی فقه هنر

کتاب الشهادات , الاول-ج1-ص61

وكلام الاصحاب من توجيه حتى يوافقا الظواهر) (1).

وفي الميزان بعد أن نفى الريب في دلالة الاية على انقسام المعاصي إلى كبائر وصغائر وأن الصغائر سميت في الاية بالسيئات، وأن الاية في مقام الامتنان جعل مساق الاية مساق الاية الداعية إلى التوبة التي بعد غفران الذنوب، قال: (هي تقع اسماع المؤمنين بعناية لطيفة الهية انهم ان اجتنبوا البعض من المعاصي كفر عهنم البعض الاخر، فليس اغراء على ارتكارب المعاصي الصغار، فان ذلك لا معنى له، لان الاية تدعو إلى ترك الكبائر بلا شك، وارتكاب الصغيرة من جهة انها صغيرة لا يعبأ بها ويتهاون في أمرها، يعود مصداقا من مصاديق الطغيان والاستهانة بأمر الله سبحانه وهذا من اكبر الكبائر، بل الاية تعد تكفير السيئات من جهة أنها سيئات لا يخلو الانسان المخلوق على الضعف المبني على الجهالة من ارتكابها بغلبة الجهل والهوى عليه) (2).

قلت: ان الالطاف الالهية بالنسبة إلى المؤمنين في باب العفو والمغفرة تتجلى في التوبة وفي الشفاعة، وفي اذهاب الحسنات للسيئات، وفي غفران الله سبحانه الذنوب لمن يشاء الا الشرك به عزوجل.

لكن جعل مساق الاية الكريمة: (ان تجتنبوا.

)

مساق ما يدل على التوبة خلاف الظاهر، للفرق بين التوبة ومدلول الاية، لان سد باب التوبة يوجب اليأس والقنوط من رحمة الله، والانسان إذا يئس توغل في المعاصي وأفرط في المخالفةبخلاف فتح هذا الباب.

فانه لا يسبب ذلك، أما مدلول الاية الشريفة فظاهره الوعد بتكفير الصغائر وعدم المؤاخذة عليها دائما بشرط اجتناب الكبائر.

فالجواب المذكور غير مقنع، وتفصيل الكلام في بيان معنى الاية الكريمة

(1) الصافى في تفسير القران 1 / 412.

(2) الميزان في تفسير القران 4 / 345 (