کتاب الشهادات , الاول-ج1-ص60
التكفير للصغيرة باجتناب الكبيرة حتى مع عدم التوبة، وهذا يوجب الجرأة على المعصية، إذ الانسان يتعمد غالبا المعصية ان أمن العذاب، مع أن الله عزوجل لا يأذن بالمعصية بالضرورة.
كما أن ما ورد عنهم عليهم السلام من أنه (لا صغيرة مع الاصرار كما لا كبيرة مع الاستغفار) (1) وظاهر في عدم المؤاخذة على الصغيرة التي لا يكون معها اصرار (2).
قال المحدث الكاشاني بتفسير الاية: (وفي المجمع نسب إلى اصحابنا أن المعاصي كلها كبيرة لكن بعضها اكبر من بعض وليس في الذنوب صغيرة، وانما يكون صغيرا بالاضافة إلى ما هو اكبر واستحقاق العقاب عليه أكثر.
قيل: وتوفيقه مع الاية أن يقال: من عن له أمران ودعت نفسه اليهما بحيث لا يتمالك، فكفها عن اكبرهما، كفر عنه ما ارتكبه، لما استحق عليه من الثواب على اجتناب الاكبر، كما إذا تيسر له النظر بشهوة والتقبيل، فاكتفى بالنظر عن التقبيل.
ولعل هذا مما يتفاوت أيضا باعتبار الاشخاص والاحوال، فان حسنات الابرار سيئات المقربين، ويؤاخذ المختار بما يعفى عن المضطرين.
أقول: ظاهر الاية والاخبار الواردة في تفسيرها وتفسير الكبائر يعطي تمايز كل من الصغائر والكبار عن صاحبتها، كما لا يخفى على من تأمل فيهما، وما نسبه في المجمع إلى اصحابنا لا مستند له، وقول الموفق يعطي أن من قدر علىقتال أحد فقطع اطرافه كان قطع اطرافه مكفرا، وهو كما ترى، فلابد لكلامه
(1) وسائل الشيعة 11 / 268 الباب 48.
جهاد النفس.
(2) واليه ذهب جمع من علمائنا كالبهائي والمجلسي وصاحب الجواهر قدست أسرارهم (