مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص279
كمن تكلم بشئ فلا يدري انه سب أو سلم، فمقتضى: ضع فعل أخيك على أحسنه (1)، نحمله على الصحة ونقول انه لم يسب، ولكن لا يجب عليه رد السلام أي السامع، بدعوى انه سلم فيجب رده لاقتضاء الحمل على الصحة.
على أن الحمل على الصحة انما هو في مورد يكون طرف الاحتمال محرما لا لغوا، فان اللغو يصدر عن العقلاء بل لا يخلو عاقل الا ويصدر الفعل اللغو كل يوم مرات عديدة، وإذا خرق أحد قرطاسا فهل يتوهمأن يحمل فعله هذا على الصحة ويقال: انه ليس بلغو بمقتضى حمل فعله على الصحة، وليس كذلك، والعجب منه ( رحمه الله ) حيث حمل كلام العلامة ايضا على رأيه، مع أنه ليس في كلامه فرض الشك، وانما هو ( رحمه الله ) حكم بصحة هذا الشرط الذي لم يكن فيه غرض عقلائي وحكم بكون العقد خياريا.
والظاهر انه اراد ما ذكرناه من عدم الدليل على كون الشرط مما يتعلق به غرض عقلائي كما هو واضح، حيث انه ( رحمه الله ) ذكر صحة اشتراط ان لا ياكل الا الهريسة، ولا يلبس الا الخز.
ثم انه على تقدير أن يرد في رواية ايضا انه لابد وأن يكون الشرط مما يتعلق به غرض عقلائي، فايضا لا يمكن الحكم بصحته في مقام الشك لكونه تمسكا بالعام في الشبهة المصداقية، وهو لا يجوز.
1 – عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له: ضع امر اخيك على احسنه حتي يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (الكافي 12: 302، عنه الوسائل 12: 302)، ضعيفة