مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص189
الفرش مثلا على هيئة غير مرغوبة عيب مع أنه لا طبيعة له حتى تقتضي كونه على حالة خاصة ليكون خلافها عيبا، كما هو واضح.
بيان آخر لبيان حقيقة العيب
والحاصل انه لما كان العيب والعوار مذكورين في الاخبار، فلابد من بيان حقيقة العيب لكونه موضوعا للخيار، وقد ورد في مرسلة السياري (1)، وعنون في كلمات الفقهاء ان العيب ما كان زائدا عن الخلقة الاصلية أو نقصت عنها، وتكلم المصنف في ذلك تحفظا على ظاهر كلمات الفقهاء والمرسلة.
ومحصل كلامه ان العيب ما كان ناقصا عن الخلقة الاصلية التي تقتضي الماهية المشتركة كون الشئ عليها، وإذا كان الشئ موافقا لها كان صحيحا والا كان معيبا، وهذه الخلقة الاصلية قد تكون معلومة بحسب الخارج بحيث يعرف من الخارج ان العمي عيب في العبد وعدمه ليسبعيب، وقد يعرف بحسب الغلبة الخارجية بحيث يكون التخلف في النادر لعارض فيكون فقدانه عيبا فيه.
1 – عن السيارى قال: روى عن ابن ابى ليلى انه قدم إليه رجل خمسا له فقال: ان هذا باعنى هذه الجارية، فلم أجد على ركبها حين كشفتها شعرا، وزعمت انه لم يكن لها قط، قال: فقال له ابن ابى ليلى: ان الناس يحتالون لهذا بالحيل حتى يذهبوا به فما الذى كرهت؟ قال: أيها القاضى ان كان عيبا فاقض لى به، قال: اصبر حتى اخرج اليك، فانى أجد اذى في بطني، ثم دخل وخرج من باب آخر، فأتى محمد بن مسلم الثقفى فقال له: أي شئ تروون عن أبى جعفر (عليه السلام) في المرأة لا يكون على ركبها شعر أيكون ذلك عيبا؟ فقال محمد بن مسلم: أما هذا نصا فلا أعرفه، ولكن حدثنى أبو جعفر (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال: كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب، فقال له ابن ابى ليلى: حسبك، ثم رجع الى القوم فقضى لهم بالعيب (الكافي 5: 215، التهذيب 7: 65، عنهما الوسائل 18: 97)، ضعيفة.