پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص188

مثلا ان الانسان حسب وجوده الخارجي يقتضي أن يكون موجودا بصيرا وسميعا، وله رجل ويد واذن وانف وهكذا بقية الاوصاف، وكذلك الحال في بقية الاشياء، فإذا باع أحد عبدا وظهر أعمى، أو باع شيئا آخر وظهر على غير الاوصاف المشهورة المعروفة التي كان اغلب أفراد الانسان عليها ويقتضي طبعه بحسب الوجد أن يوجد عليها، فيكون فقدانه عيبا في المبيع كما هو واضح.

وهذا الوجه وان كان له وجه في مقام الثبوت ولكن لا وجه له في مقام الاثبات، إذ لا طريق الى ذلك بحسب مقام الاثبات، فانه من اين يعلم ويستكشف ان الوصف الفلاني وجوده مستند الى اقتضاء طبع ذلك الشئ وليس مستندا الى مقدمات وعلل اخرى.

مثلا من اين يعلم ان مقتضى طبع الانسان بحسب الوجود أن يكون سميعا وبصيرا حتى إذا لم يكن في العالم أصلا عمى أو كان ولم يشاهده المتبايعان، بل يمكن أن يكون مستندا الى شئ آخر كالعلم والكتابة، فان السمع والبصر ليسا دخيلين في انسانية الانسان، ولذا قال اللهتعالى: فجعلناه سميعا بصيرا (1)، أي بعد كونه انسانا فجعلناه سميعا بصيرا.

مثلا إذا لاحظ أحد أي تفاحة فراه احمر ولم ير أصلا تفاحة اخرى ابيض فلا يمكن له في مقام الاثبات أن يحكم بأن الاحمرار في التفاحة بحسب اقتضاء طبع الوجود ذلك لا بحسب تصادف آخر كاشراق الشمس ونحوه، وهذا واضح لا سترة فيه.

وعليه فلا يكون ما ذكره المصنف ميزانا في بيان حقيقة العيب وماهيته، بل لابد من المشي بمسلك آخر، بل قد لا يكون هنا طبيعة أصلا فضلا عن أن يقتضي شيئا، كما في مصنوعات البشر، فان كون

1 – الانسان: 2.