پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص184

وأما كون الافراد النادرة على خلاف هذا الوصف فهو لا يقتضي أن يكون على طبق مقتضى الطبيعة الاولية بل هو عيب في تلك الافراد النادرة، وان تخلف الوصف الموجود في غالب الافراد من الافراد النادرة لعارض فيكون عيبا، والوجه استكشاف العيب من ذلك الغلبة مع أنه لا يكون الجزئي كاشفا عن حال جزئي آخر هو ان ملاحظة الاغلب ووجد انه على وصف خاص كاشف عن اتصاف القدر المشترك بذلك الوصف، فيستدل من الاغلب الى القدر المشترك ويحكم به على كون كل فرد كذلك بحسب الطبيعة الاولية.

ومن هنا ظهر ان مقتضى الخلقة الاصلية قد يكون على خلاف ما يقتضيه طبع الشئ أولا.

توضيح في مقتضى الخلقة الاصلية

وتوضيح ذلك: ان طبع الشئ قد يكون مقتضيا لكونه على وصف خاص بحسب خلقته الاصلية ولكن تعرضها طبيعة ثانية غلبة فيقتضي حالة على خلاف تلك الحالة الاولية، فيكون المدار على الطبيعة الثانوية، فيكون المناط في كون فقدان وصف عيبا أو غير عيب بحسب تلك الحالة الثانوية.

وقد مثل المصنف لذلك بالضيعة، فانها بحسب طبيعتها الاولية يقتضي ان لا يكون فيها خراج أصلا، فيكون ثبوت الخراج في أرض خاصة عيبا، ولكن حيث كان اغلب أفراد الارض قد ثبت فيها الخراج فنكشف من ذلك ان الخراج ليس من العيوب بل عدم الخراج كمال فيالارض، فإذا كان هناك ارض قد اسقط سلطان الوقت خراجه وضريبته لجهة خاصة فيكون ذلك كمالا لذلك، لا ان ثبوته في مورد آخر يكون عيبا.