مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص183
القول في ماهية العيب
وله ( رحمه الله ): القول في ماهية العيب وذكر بعض أفراده.
أقول: حيث ان لفظ العيب والعوار قد ورد في اخبار خيار العيب، فقد تصدي الفقهاء (رحمهم الله) لبيان ذلك، فقد ذكر في الصحاح على ما حكي عنه ان العوار هو العيب.
وأما العيب، فذكر المصنف ان الظاهر من اللغة والعرف انه النقص عن مرتبة الصحة المتوسطة بينه وبين الكمال، ثم ذكر ان الصحة ما يقتضيه أصل الماهية المشتركة لو خلي وطبعه، والعيب والكمال يلحقان له لامر خارج عنه.
ثم ذكر ان الميزان في معرفة مقتضى حقيقة الشئ هو ان حقيقة هذا الشئ قد تعرف من الخارج كما يعرف ان مقتضى حقيقة الحيوان والانسان أن يكون بصيرا، فالعمى عيب فيهما، ولابد أن يكونا سميعا والخرس عيب فيهما، وهكذا، ويعلم من الخارج ايضا ان الكتابة كمال في الانسان وليس مقتضى الطبيعة الاولية كونه كاتبا أو ذي صنعة كما هو واضح، وكذلك الطبخ في الامة فانه من الاوصاف الكمالية فلا يكون فقدانها عيبا فيهم.
وقد يعلم مقتضى حقيقة الشئ بملاحظة غلبة الافراد بحيث إذا لوحظ في الخارج اغلب أفراد الانسان نجدهم على هذا الوصف، ونكشف من ذلك ان مقتضى الطبيعة الاصلية هو كون الانسان على هذاالوصف وكذا الحال في غير الانسان.