پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج5-ص179

وكونه في الثلاثة ايضا وجداني، وان كانت الثلاثة ثابتة بالتعبد، وليس هنا عنوان وقوع الفسخ في الثلاثة موضوعا للحكم حتى ينفي بالاصل بل ذات الفسخ قبل تمام الثلاثة، وقد عرفت ان ذات الفسخ في الثلاثة وجدانية.

ومن هذا القبيل ايضا الصلاة والصوم على ما ذكرناهما في محلهما، فان الظاهر من الاخبار ومن قوله تعالى: اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل (1)، وكذا في قوله تعالى: ثم اتموا الصيام الى الليل (2)، هو ان الامساك انما هو لابد وأن يكون قبل الليل والصلاة انما هي اداء قبل خروج النهار، وان الظاهر من قوله تعالى: كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود (3)، هو ان الاكل لابد وأن يكون قبل ذلك، وهذا هو موضوع الحكم.

فإذا امسكنا وصلينا أو اكلنا في شهر رمضان وشككنا في أن النهار باق حتى لا يجوز الافطار أو تكون الصلاة اداءة أم لا، أو الاكل وقع قبل الفجر أم لا، فانه لا شبهة ان الصلاة واقعة وجدانا وكذلك الامساك والاكل وبقاء الليل أو النهار نثبته بالاستصحاب الوجودي، بأن يقال: الاصل بقاء الليل أو النهار، أو بالاستصحاب العدمي، ويقال: الاصل عدم بقاء النهار أو الليل، فليتم الموضوع المركب فيترتب عليه الحكم.

وأما عنوان وقوع الصلاة في النهار أو الامساك كذلك فليس موضوعا للحكم حتى ينفي بالاصل، ويكون هذا الاصل معارضا بالاصل الذي يثبت الموضوع، هذا ايضا واضح.

1 – الاسراء: 78.

2 – البقرة: 178.

3 – البقرة: 178.