پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص795

القعود عن الكسب والحركة والتوكل على الله، فان الله وان امر بالتوكل ومع ذلك أبي أن يجري الامور الا باسبابها، فلابد من الحركة نحو الحاجة والتوكل على الله في جميع الامور، سواء كان في طلب العلم أو في طلب الكسب.

نعم لاهل العلم امتياز خاص في لزوم التوكل، فانهم يقودون الناس الى الله، فلابد وأن يكون ايكالهم إليه محضا.

على أنك قد عرفت ان ما أفاده صاحب الحدائق ليس بتمام ثبوتا واثباتا، أما ثبوتا فلانه قد لا يزاحم الكسب تحصيل العلم اصلا، ومع ذلك كيف يلتزم بعدم شمول ادلة استحباب الكسب في حقه، وقد عرفت مثاله، وأما اثباتا فلعدم الدليل عليه بوجه كما لا يخفى.

الكلام في تزاحم الكسب وطلب العلم

التزاحم بين امرين مستحبين

التحقيق أن يقال: انه لا معارضة بين ادلة استحباب طلب العلم وبين ادلة استحباب طلب الكسب، بل هما من قبيل المتزاحمين.

وبيان ذلك: انه قد يكون كل من طلب العلم وطلب الكسب مستحبا في حقه، كما إذا كان عارفا لمسائلة واحكام دينه بالمقدار المعتد به وبالمقدار الذي يبتليه عادة، وكان ايضا من الحافظين للدين عن الاندراس موجودا من المجتهدين، وكان عنده ايضا من المال ما يكفيه بمؤونته ومؤونة عياله الواجب النفقة.

فان مثل هذا الشخص يستحب له تحصيل العلم في المسائل التي يحتمل ابتلاءه بها، أو يتعلم لتعليم الناس، أو يتعلم ليدخل نفسه في سلك المجتهدين الموجودين بمقدار الكفاية، ففي مثل ذلك يكو