پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص660

أقول: يقع الكلام في تصوير هذا: بأنه هل يمكن وجود فرد مبهم في العالم أم لا.

فنقول: تارة يراد من الفرد المنتشر الوجود المبهم غير المتشخص بخصوصية خاصة، فهذا لا شبهة في بطلان بيعه، إذ لا وجود له اصلا حتى في علم الله ولم يخلق فرد يكون موصوفا بهذا الوصف، فان كلما هو موجود في الخارج فمتشخص بشخصية خاصة وبجهات مميزة، بل التشخص عين الوجود على قول، فكيف يعقل أن يكون هنا فردا ولا يكون متشخصا لخصوصية.

فان اراد من الفرد المنتشر هذا المعنى المردد، وقال الاردبيلي والمصنف بصحة بيع هذا الفرد فهو بديهي البطلان، لما عرفت من عدم وجود مثل ذلك اصلا.

وان ارادوا من ذلك الفرد المنكر، اي فردا موجودا بين الافراد الخارجية متشخصا بخصوصية ومتميزا في الخارج بتميز خاص بحيثكان عند الله معينا، حتى لو كان هنا معصوم لاخبر بالمبيع، ولكن مجهول عند البايع والمشتري، كما إذا قال: بعتك عبدا من عبدين أو صاعا من صياع هذه الصبرة، أو شاة من هذه الشياة، فان المبيع وان كان مجهولا عند المتعاملين ولكن ليس مثل الاول غير موجود في العالم وغير مخلوق لله، بل له وجود حقيقة في علم الله، بحيث لو عينا كان فردا من هذه الافراد، كما إذا قال: بعتك عبدا من عبيدي الذي يأتي اولا، فان ايا منهم يأتي اولا فهو مبيع ومعلوم عند الله واقعا.

فان ارادوا هذا المعنى فالظاهر انه لا شبهة في صحته، إذ ليس شئ من الوجوه المذكورة جارية هنا الا الوجه الاول، فهو الجهالة.

أما الابهام فالفرض ان الفرد المبهم لا وجود له في الواقع، وقلنا: ان