پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص646

بيان آخر

الحاصل من أول المسألة المشهور بين الفقهاء ان العبرة في التقدير بزمان النبي ( صلى الله عليه وآله )، فما كان مكيلا أو موزونا فيلحق بهما حكمهما الى يوم القيامة وما لم يتعارف وزنه أو كيله في زمانه ( صلى الله عليه وآله ) فالعبرة فيه بما اتفق عليه البلاد، وان لم يتفق البلاد فالعبرة فيه بما تعارف في كل بلدة بالنسبة الى نفسها.

وقد ذكرنا ان هذا الذي ذكره المشهور مشكل بل مستحيل، فان الالتزام بأن ما تعارف في زمان النبي ( صلى الله عليه وآله ) كونه مكيلا أو موزونا كذلك الى الابد، سواء خرج عن كونهما مكيلا أو موزونا أم لا يقتضي كون القضية خارجية، ثم الالتزام فيما لم يتعارف وزنه أو كيله في ذلك الزمان بكون الميزان فيه العرف العام أو العرف الخاص يقتضي كون القضيةحقيقية، فهما لا يجتمعان في انشاء واحد.

فان النظر في القضية الخارجية الى الافراد الخارجية فقط وثبوت الحكم لها الى الابد اي مادام موجودا، وفي القضية الحقيقية الى وجود الموضوع مطلقا وكونه مفروض الوجود، بحيث انه في اي زمان تحقق صدق عليه حكمه وفي اي زمان خرج عن كونه مكيلا أو موزونا يرتفع عنه الحكم، سواء كان مكيلا في زمان الشارع أم لم يكن، كما إذا ثبت وجود الاكرام على العلماء، فانه يدور مدار صدق موضوع في اي زمان وجودا وعدما، فلو كان شخص عالما ثم نسي علمه يرتفع عنه وجوب الاكرام.

وعلى هذا فلا مناص عن حمل الروايات الواردة في المسألة اما على القضية الحقيقية أو على القضية الخارجية، ولكن الظاهر منها كون القضية الحقيقية، إذ لا خصوصية للاشياء التي كانت مكيلا أو موزونا في ز