مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص356
والكيفيات النفسية، فان التعبير بعدم دخولها في القلب من جهة عدم وجود المحل لها غير القلب كما هو واضح، لا انها ثبتت في خارج النفس.
ومن هنا ظهر ما في ذيل كلامه ان الاسلام والايمان في القرآن بمعنى واحد، إذ لو كان واحدا لم يبق وجه للمقابلة بينهما.
ثم استشهد على مراده برواية حمران بن اعين (1)، فقد ظهر جوابه مما ذكرناه ايضا، بل هي شاهدة على ما ذكرناه كالاية، إذ التعبير بعدم دخول الايمان في القلب شاهد على أن مورده هو القلب وان الايمان لا يصدق بدونه، وليس مجرد الاقرار بالشهادتين ايمان بل هو الاسلام محض كما هو واضح.
وقد رأيت في بعض كلمات السيد شرف الدين أيده الله تعالى مالا بأس بنقله، حيث أجاب عن قول العامة بأن اصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كلهم عدول، بأنه لو كان كذلك لزم القول بأن وجود النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان موجبا لفسق بعضهم ونفاق الاخر، فان الله تعالى اخبر في كتابه بوجود المنافق بينهم الذي أسفل دركا من الكافر، فإذا مات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فصار موته سببا لاتحادهم وعدالتهم، مع أن الله تعالى يقول: وما ارسلناك الا
1 – عن حمران بن اعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الايمان ما استقر في القلب وأفضي به الى الله عز وجل وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لامره، والاسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا الى الايمان، والاسلام لا يشرك الايمان والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان – الى أن قال (عليه السلام): – وقد قال الله عز وجل: وقالت الاعراب آمنا – الاية، (الكافي 2: 26)، موثقة