مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص343
المظلومين والمقهورين من زمن آدم الى هذا الزمان، إذ أول من تصدي الى ذلك ابن آدم قابيل حيث قتل هابيل، فجري الحسد والعداوة بين الناس، بل في بعض الاخبار: ما منا الا مسموم أو مقتول.
فيعلم من جميع ذلك، ومما ورد في تفسير الاية من العيون المشار إليه، ان المراد من الاية نفي الحجة في الدنيا، والا فمن جهة غير الحجة فالكفار لهم سبيل على المؤمنين بلا ريب.
ثم قال المصنف: وتعميم الحجة على معنى يشمل الملكية، وتعميم الجعل على وجه يشمل الاحتجاج والاستيلاء لا يخلو عن تكلف.
وفيه انه يمكن المناقشة في هذا الوجه، من جهة ان الحجة وان لم تشمل الملكية الا أن تفسير الاية بها لا يوجب اختصاصها بها، بل من الممكن أن يراد من السبيل معنى جامع ومفهوم عام يشمل الحجة وغيرها، ويكون التفسير بالحجة من باب بيان المصداق، وعليه فيشمل السبيل الملكية ايضا مع قطع النظر عن عدم شموله لها في نفسها.
وبالجملة لو امكن شمول السبيل على الملكية فتفسير الامام (عليه السلام) الاية بالحجة لا يوجب عدم شمولها للملكية، بل يمكن شمولها لو اريد من السبيل معنى جامع.
وقد ورد في هذا المعنى، وان تفسير الاية بفرد ليس تخصيصا لها به بل من باب تطبيق الكلي على الفرد، وفي اخبار ذكرها في كتاب سمي بمقدمة البرهان، وفيها: ان القرآن يجري كما تجري الشمس والقمر، فلو ان آية نزلت على قوم فلا يختص به، والا نفد القرآن بزوال القوم بل من باب التطبيق (1).
1 – راجع مقدمة البرهان: 4 – 6.