مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص342
ووضوح حججه وبيناته يعلو على كل الاديان، ولا يعلو عليه دين ومذهب.
فالمراد من الاية هو نفي تفوق حجة الكافر على حجة الاسلام، كما خاطب النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) اهل الجاهلية مرارا: هل لكم من سلطان وبينة وحجة، وقد نطق بذلك القرآن المجيد في موارد عديدة، والروايات المتكثرة، وان الكافرين كلما طالبوه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من البينات فأتاه ولكنهم عجزوا عن مقاومته بالحجج والبينات.
وقد ورد في تفسيره: ان قوما زعم بذلك عدم قتل الحسين (عليه السلام) بل رفعه الله، فالزمهم الامام (عليه السلام) بأنه: وقد قتل من هو اشرف منه، أعنيعلى وابنه الحسن (عليهما السلام)، وبأنه لو كان الامر كذلك فلم قتل الانبياء كما حكاه الله تعالى في كتابه (1).
بل المراد انه ليس للكفار حجة على المسلمين، فانهم يغلبون عليهم في كل حجة، والا فالسيرة العملية جرت على أن المسلمين من
1 – عن ابي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله في سواد الكوفة قوما يزعمون ان الحسين بن على (عليهما السلام) لم يقتل وانه القي شبهه على حنظلة بن اسعد الشامي، وانه رفع الى السماء كما رفع عيسي بن مريم (عليه السلام)، ويحتجون بهذه الاية: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، فقال (عليه السلام): كذبوا عليهم غضب الله ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبي الله في اخباره بأن الحسين بن على (عليهما السلام) سيقتل، والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من الحسين، أمير المؤمنين والحسن بن على (عليهم السلام)، وما منا الا مقتول، واني والله مقتول بالسم باغتيال من يغتالني، اعرف ذلك بعهد معهود الى من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، اخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل، واما قول الله عز وجل: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فانه يقول: لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد اخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق ومع قتلهم اياهم لن يجعل الله لهم على انبيائه (عليهم السلام) سبيلا من طريق الحجة (عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 204)، ضعيفة