پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص325

فلا وجه له أن يفرق بين المسألتين، بل يشكل الامر حينئذ لو كان المتصدي هو العادل وشككنا في كونه اصلاحا في حق الصغير ومراعاة له أم لا، فيكون اصل عنوان الاصلاح مشكوكا فلا يحرز باصالة الصحة، ولعل الى ما ذكرناه أشار بالامر بالتدبر، فافهم.

بحث في أصالة الصحة ومورد جريانها

والذي ينبغي أن يقال: انه ليس لنا دليل لفظي دل على حجية أصالة الصحة وكونها من الاصول المعتبرة.

وأما قوله: ضع فعل اخيك المسلم على احسنه (1)، فقد قرر في محله انه خارج عن حدود أصالة الصحة التي من الاصول المعتبرة في الفقه، فان مورد: ضع فعل أخيك على أحسنه هو عدم حمل فعل الاخ على الحرام.

مثلا لو علم أنه تكلم بشئ فيحمل على أحسنه من أنه لم يفحش لا انه حمل على أنه سلم ليكون رده واجبا، وكذلك عامل معاملة فتحمل على أنها ليست ربوية لا انها معاملة صحيحة.

فالمقصود انه حكم اخلاقي نظير: صدق اخيك ولو يجيؤك خمسون قسامة فكذبهم (2)، فمعناه لا ترتب الاثر على قولهم فاحمل كلامه على

1 – عن الحسين بن المختار عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له: ضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (الكافي 12: 302، عنه الوسائل 12: 302)، ضعيفة.

2 – عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن موسي (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من اخواني يبلغني عنه الشئ الذي اكرهه، فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات،فقال لي: يا محمد كذب سمعك وبصرك عن أخيك، فان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا فصدقه وكذبك ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم مروته، فتكون من الذين قال الله: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة (ثواب الاعمال: 295، عنه الوسائل 12: 295)، ضعيفة.