مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص289
ناظرة الى أن شأن الانبياء ليس أن يجمعوا درهما ولا دينارا، وليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الاموال، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث، وصرحوا (عليهم السلام) بذلك، وان المتروك أي شئ في بعض الروايات، وقال: لكن ورثوا الاحاديث، ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر (1).
وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئا اصلا من الدار والثياب، بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين، إذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال، والا فالائمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثوها للوراث.
وبالجملة ليست هذه الروايات ناظرة الى جهة توريث الولاية، بل هي خارجة عنها تخصصا، وانما هي ناظرة الى توريث الاحاديث والاخبار.
ومن هنا ظهر ما في الاستدلال بقوله (عليه السلام): والعلماء امناء الله في حلاله وحرامه (2)، فان الامانة والاستيداع منهم لا يقتضي كونهم وليا من قبلهم في التصرف في أموال الناس وانفسهم.
بل يمكن أن يراد من تلك الاخبار كون المراد من العلماء هم الائمة والاوصياء (عليهم السلام)، لكونهم هم العلماء بالمعنى الحقيقي، فمع دلالة تلك
1 – عن ابي البختري عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان العلماء ورثة الانبياء، وذاك ان الانبياءلم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما اورثوا احاديث من احاديثهم، فمن اخذ بشئ منها فقد اخذ حظا وافرا (الكافي 1: 32)، ضعيفة.
2 – عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): انتم اعظم الناس مصيبة، لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك، بان مجاري الامور والاحكام على أيدي العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه (تحف العقول: 168)، ضعيفة.