مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص285
فسكت النبي ( صلى الله عليه وآله )، ثم جاء الثاني كالاول، فسكت النبي ( صلى الله عليه وآله )، ثم جاء الثالث، فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال: ماذا تريدون من على، فانه ولى بعدي، أي بعدية رتبية، فاني أولى بالناس من أنفسهم، يدل على ولاية على (عليه السلام) لجميع الناس نفسا ومالا، ومن هنا قال في جامع الصغير: انهذا أفضل منقبة لعلي (عليه السلام) (1).
وبالجملة لا شبهة في ولايتهم واستقلالهم في التصرف على أموال الناس وانفسهم، وتوهم كون السيرة على خلاف ذلك، وان الائمة (عليهم السلام) لم يأخذوا مال الناس بغير المعاملات المتعارفة بينهم فلا يجوز ذلك للسيرة فاسد، وذلك من جهة ان غير أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن متمكنا من العمل بقوانين الامامة، بل كانوا تحت استار التقية، بل أمير المؤمنين (عليه السلام) ايضا في كثير من الموارد، وكان في غير موارد التقية لم يفعل ذلك لاجل المصلحة وعدم الاحتياج الى مال الناس، والا فلا يكشف عدم الفعل على عدم الولاية كما لا يخفى.
هذا كله ما يرجع الى المقام الاول، أعني الولاية بمعنى الاستقلال في التصرف.
ب – توقف تصرف الغير على اذن الامام (عليه السلام) وأما الجهة الثانية، اعني الولاية بمعنى توقف تصرف الغير على اذن الامام (عليه السلام)، فنقول: تارة دل الدليل على توقف جواز التصرف للغير على اذن الامام (عليه السلام) وعدم جوازه بدونه، كباب الحدود ونحوها.
واخرى يكون هنا اطلاق يدل على اشتراطه باذنه، كالقصاص
1 – راجع البحار 37: 219