مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج3-ص223
الى الظهورات انما هو لتشخيص المرادات، والمفروض ان المتكلم لم يقصد خصوصية ملكه أو ملك غيره، وانما قصد مفهوم النصف الذي مقتضاه ليس الا الاشاعة، فان المفروض انه لم يقصد خصوصية ملكه بل يكون لفظ النصف ظاهرا فيه.
وفيه ان السيد لم يتصور ظاهرا قسما آخر هنا، ولذا جعل مورد كلامه ما يكون المقصود مفهوم النصف بلا لحاظ القرائن الخارجية، وهو متين لو كان مراده هذا، وكان حينئذ جعله ما يقتضيه مفهوم النصف معارضا بما تقتضيه القرائن الخارجية مناقضة واضحة، إذ بعد كون المقصود هومفهوم النصف فقط، فلا مجال لهذه المعارضة ودعوى القرائن على خلافه.
وانما المراد معلوم بلا شك، ولكن مراده ليس هو الشق الاول بل الوجه الثاني الذي هو الوجه الثالث، وقوله: ففيه احتمالان، اي ما يحتمل أن يراد منه النصف المختص أو النصف المشاع منحصر بهذا القسم، والا لو كان مراده هو الاول لم يكن موردا لوجهين بل كان متمحضا لارادة النصف المشاع فقط بظهور لفظ النصف فيه، ولم يكن النصف المختص محتملا لعدم جريان القرائن الخارجية فيه بوجه، اذن فلا يكون هذا القسم موردا للكلام كما في حاشية السيد، وعلى هذا فلا يرد عليه ما أورده السيد.
نعم يرد عليه ان مورد الكلام ليس هو القسم الثالث فقط، بل هنا قسم رابع الذي جعله السيد مورد لكلامه بعد رده كلام المصنف على زعمه، وهو ما يكون مراد البايع من النصف شيئا معينا من نصفه المختص أو المشاع في الحصتين، ولم يعلم التعين مع كونه معينا واقعا وفي علم البايع الا أنه اجمله، فيكون ظهور كلامه حجة هنا ايضا من ارادة الفرد المعين، فيكون داخلا في الكلام.